responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : غایة المأمول من علم الأصول المؤلف : الجواهري، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 226
و قد ذكروا للفرق بين صفات الذات و صفات الفعل فروقا:
فمنها:أنّ ما لا يصحّ سلبه فهو من صفات الذات،و ما يصحّ سلبه فهو من صفات الفعل،فيقال:ليس برازق لزيد ألف دينار هذا اليوم،و لا يقال:ليس بعالم و ليس بقادر.
و منها:أنّ ما كان مسبوقا بالعلم و القدرة فهو من صفات الفعل و ما لم يكن مسبوقا فهو من صفات الذات.
و منها:أنّ ما كان مسبوقا بالإرادة فهو من صفات الفعل و ما لم يكن مسبوقا بها فهو من صفات الذات.
و أحسنها الوسط،أمّا الأخير فيرجع إليه،إذ المسبوقيّة بالإرادة تستلزم المسبوقيّة بالعلم أيضا.و أمّا الأوّل فلأنّه و إن كان تامّا في الصفات المتنزعة من نفس الفعل،إلاّ أنّه لا يتمّ في الصفات المنتزعة من كيفيّة الفعل كما في الصدق،فلا يقال:ليس بصادق مع أنّها من صفات الفعل،و كذا ليس بعادل.و على ما ذكر في الأوّل يلزم كونه من صفات الذات.
الرابع:من الوجوه التي ذكرها الأشاعرة في إثبات الكلام النفسي هو:أنّ اللّه يوصف بالمتكلّم و اتّصافه بها ليس بمعنى خالق الكلام،بل لابدّ من قيام المبدأ به، و لو صحّ الاتّصاف مع عدم قيام المبدأ بل بمجرّد أنّه خالقه و مكوّنه لصحّ أن يوصف اللّه بالنائم و المتحرّك و الساكن؛لأنّه خالق لها مع عدم صحّة ذلك،و ليس إلاّ لعدم قيام المبدأ بالذات.
و الجواب:أنّ المبدأ إن اريد به الكلام فليس قائما إلاّ بالهواء،فإنّ الكلام كيفيّة قائمة بالهواء ينشأ من تموّجات الهواء بتموّجات خاصّة،و ليس قائما بذات زيد في قولك:زيد متكلّم،فضلا عن اللّه.و إن اريد بالمبدأ التكلّم-كما صرّح به بعضهم- فالتكلّم تفعّل بمعنى قبول الفعل،و القبول في المقام بنحو الإيجاد و الإصدار في جميع أمثلته في قولك:زيد متكلّم،أو اللّه متكلّم.
اسم الکتاب : غایة المأمول من علم الأصول المؤلف : الجواهري، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 226
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست