responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : غایة المأمول من علم الأصول المؤلف : الجواهري، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 110
أمّا الأوّل فقد يقرّب بأحد نحوين:
أحدهما:أن يعتبر الواضع اللفظ وجودا تنزيليّا للمعنى،بأن يكون التلفظ بزيد كما أنّه وجود تكويني لفرد من أفراد الكيف المسموع يكون وجودا تنزيليّا لذاته أيضا،كما يعتبر زيد وجودا تنزيليّا للأسد حيث يستعير لزيد لفظ الأسد فيقول: جاء الأسد عند مجيئه.
و فيه أولا:أنّ التنزيل يحتاج إلى مشابهة بين المنزّل و المنزّل عليه،و لابدّ من كونها من أظهر خواصّ المنزّل عليه حتّى يصحّ التنزيل،و هذا الأمر مفقود في المقام،ضرورة أن لا مناسبة بين لفظ الجبل مثلا و ما وضع له،و لا بين أيّ لفظ مع أيّ معنى.
و ثانيا:أنّ التنزيل أمر محتاج إلى أن يكون المنزّل من العقلاء،و نحن لا نرى اختصاص الوضع بهم،بل إنّ الأطفال الصغار يضعون ألفاظا لمعان بحسب ما يختارون،فتراهم يعبّرون عن العصا بالديدمّ مثلا،بل الحيوانات أيضا كما هو مشاهد في الهرّة،فإنّ لها عند ندائها أطفالها صوتا يغاير صوتها عند زجرهم،و لها صوت عند طلبها الطعام يغايرهما معا،و هكذا بقيّة الحيوانات كالديك؛فإنّ له صوتا خاصا عند نداء انثاه مفقود في غير تلك الحال.فهؤلاء يضعون مع عدم تعقّلهم التنزيل أصلا.
الثاني من الوجهين لتصوير كون الوضع أمرا اعتباريا أن يكون الواضع قد اعتبر هذا اللفظ موضوعا لهذا المعنى فقد اعتبر نفس الوضع،و بهذا يكون الملحوظ هو الهوهويّة و الاعتبار فإنّ الوضع من الأمور القابلة للاعتبار،كما يعتبر الواضع للعلم على رأس الفرسخ هذا العلم علامة لانتهاء الفرسخ مثلا،فيكون الواضع قد اعتبر اللفظ علامة و يكون الوضع أمرا اعتباريّا باعتباره.
و فيه أوّلا:ما ذكرناه ثانيا من أنّه محتاج إلى معتبر و نراه يصدر من الأطفال و الحيوانات.
اسم الکتاب : غایة المأمول من علم الأصول المؤلف : الجواهري، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 110
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست