responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : غایة المأمول من علم الأصول المؤلف : الجواهري، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 107

الكلام في الوضع‌


فهم المعنى من اللفظ هل هو محتاج إلى الوضع،أم إنّه غير محتاج إلى الوضع و إنّما يكون من مناسبة بين اللفظ و المعنى تكون هي المتكفّلة لفهم ذلك المعنى من اللفظ؟ المشهور هو الأوّل و نسب القول الثاني إلى بعض العامّة[1]فإن أراد أنّ تلك المناسبة بين اللفظ و المعنى علّة لفهم المعنى منه فهذا باطل بالوجدان و لا يتوهّمه أحد من العقلاء؛لأنّ لازمه أن يكون كلّ إنسان عالما بكلّ لغة من اللغات و هو باطل وجدانا.
و إن أراد أنّ هذه المناسبة هي التي توجب أن يكون هذا اللفظ موضوعا لذاك المعنى و ذاك اللفظ موضوعا للمعنى الآخر دون العكس؛ضرورة أنّه لو لم يكن ربط بين هذا اللفظ و معناه و بين اللفظ الآخر و معناه لكان وضع هذا لهذا المعنى و ذاك لذاك ترجيحا من غير مرجّح،و أنّه مستحيل إن كان الواضع هو اللّه تعالى،و قبيح إن كان غيره،فهذا المعنى أمر ممكن إلاّ أنّ إثباته يحتاج إلى دليل و برهان و هو مفقود في المقام.

[1]قال العلاّمة:فذهب بعضهم إلى أنّ دلالة اللفظ طبيعيّة أي لذاته و هو منقول عن عبّاد بن سليمان الصيمري و بعض المعتزلة و أصحاب الإكسير،انظر نهاية الاصول:20(مخطوط)، و الفصول الغرويّة:23.

اسم الکتاب : غایة المأمول من علم الأصول المؤلف : الجواهري، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 107
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست