وقد يقال لها-في العرف العام-«المجبنة»[1]و قد اختلفت كلمات اللغويين وعلى أثرها الفقهاء في تفسيرها على وجوه ثلاثة.
فإنه يظهر من تفسير بعضهم[2]ان«الإنفحة»شيء اصفر يستخرج من بطن الجدي أو
الحمل الرضيع، فيعصر في صوفة مبتلة في اللبن فيغلظ كالجبن فهي ما استحال
اليه اللبن الذي يشربه الرضيع فتكون اسما للمظروف [1]في(محيط
المحيط)-في مادة«نفح»-الانفحة والانفحة شيء يستخرج من بطن الجدي قبل ان
يطعم غير اللبن اصفر فيعصر في صوفة مبتلة في اللبن فيغلظ كالجبن فإذا أكل
الجدي غيره فهو كرش ومجبنه. وقريب منه في(المنجد).
[2]في«القاموس»في مادة-نفح-«الانفحة بكسر الهمزة، وقد تشدد الحاء، وقد
تكسر الفاء، والمنفحة والبنفحة شيء يستخرج من بطن الجدي الرضيع اصفر،
فيعصر في صوفة فيغلظ كالجبن، فإذا أكل الجدي فهو كرش،
وتفسير«الجوهري»الإنفحة بالكرش سهو-يعني من السهو-انه لا بد من تقييده بما
بعد الأكل كما نبه على ذلك في«شرح منظومة الفصيح»دفعا للإشكال عن الجوهري
لما نذكره من عبارته المشتملة على التقييد بذلك، وكيف كان فصدر عبارة
القاموس يستظهر منه ان الإنفحة هي اللبن المستحيل في جوف الجدي.
و مثله ما في«المغرب»: «و إنفحة الجدي بكسر الهمزة وفتح الفاء وتخفيف الحاء
وتشديدها وقد يقال منفحة أيضا وهي شيء يستخرج من بطن الجدي اصفر يعصر في
صوفة مبتلة في اللبن، فيغلظ كالجبن ولا يكون الا لكل ذي كرش، ويقال كرشه
الا انه ما دام رضيعا سمى ذلك الشيء إنفحة، فإذا فطم ورعى العشب قيل
استكرش-اى صارت إنفحته كرشا-»فان صدر عبارته مثل القاموس.
و قريب منه ما في«المصباح عن التهذيب»و في«لسان العرب عن الليث»و في«أقرب
الموارد»و «البستان»و«محيط المحيط»الا انه قال: «فإذا أكل غيره فهو كرش
ومجبنة»و في«المنجد»ما يقرب من ذلك.