فانه لا اشکال فی جواز الشهادة علی القتل و السرقة و الزنا و اللواط فان
المراجع الی ابواب الشهادات و القضاء یتضح له المدعی کمال الوضوح و اللّه
العالم بحقائق الأشیاء.
المورد الثامن: أن یکون العیب الموجود فی المقول فیه ظاهرا واضحا کالعمی
و امثاله فان السیرة جاریة علی تعریف الأشخاص باوصافهم الظاهرة فیقال
زید الأعور مثلا و الحق ان هذا لا یکون مصداقا للغیبة فان الغیبة اظهار امر
ستره اللّه و أما الأمر الظاهر فهو خارج موضوعا و یدل علی الجواز جملة من
النصوص منها ما رواه ابو العباس الفضل قال سمعت أبا عبد اللّه علیه السلام
یقول: احب الناس الی أحیاء و امواتا أربعة: برید بن معاویة العجلی و زرارة و
محمد بن مسلم و الأحول، و هم احب الناس الی احیاء و امواتا [1]. و منها ما رواه عبد الرحمن بن سیابة قال: سمعت أبا عبد اللّه علیه السلام یقول: الغیبة ان تقول فی اخیک ما ستره اللّه علیه، و أما الأمر الظاهر مثل الحدة و العجلة فلا و البهتان أن تقول فیه ما لیس فیه [2]. و
منها ما رواه داود بن سرحان قال: سألت أبا عبد اللّه علیه السلام عن
الغیبة قال هو أن تقول لأخیک فی دینه ما لم یفعل و ثبت «تبث» علیه امرا قد
ستره اللّه علیه لم یقم علیه فیه حد [3]. و منها ما رواه أبان عن رجل لا
نعلمه الا یحی الأزرق قال: قال لی ابو الحسن علیه السلام من ذکر رجلا من
خلفه بما هو فیه مما عرفه الناس لم یغتبه، و من
(1) الوسائل الباب 11 من ابواب صفات القاضی الحدیث 18 (2) الوسائل الباب 154 من ابواب أحکام العشرة الحدیث 2 (3) نفس المصدر الحدیث 1