فالنتیجة
أن أخذ الرشوة حرام وضعا و تکلیفا و لکن کما سبق فی تحقیق مفهوم هذه
الکلمة انه لا بدّ من الاقتصار علی ما جمع فیه القیود المحتملة و لا یخفی
أن استعمال الرشوة فی الفاقد لبعض القیود لا یدل علی أعمیة المفهوم لان
الاستعمال أعم من الحقیقة و بعبارة اخری: أصالة الحقیقة اصل عقلائی یجری فی
مورد الشک فی کون الاستعمال الفلانی حقیقة أو مجازا و أما مع احراز المراد
فلا مجال لجریان الاصل لعدم الدلیل علیه.
ثم ان الشیخ قدس سره تعرض لفروع مربوطة بالمقام
اشارة
و المناسب أن نذکر کل واحد من هذه الفروع و نتکلم حوله فنقول:
الفرع الأول أنه هل یحرم أن یأخذ القاضی الاجر علی قضائه علی طبق الموازین الشرعیة أم لا؟
مقتضی القاعدة الاولیة هو الجواز وضعا و تکلیفا و الحرمة تحتاج الی
الدلیل و فی المقام حدیث و هو حدیث عمار بن مروان [1] یمکن أن یقال أن
المستفاد منه حرمة أجر القاضی علی الاطلاق اذ عد من السحت اجور القضاة فان
مقتضی هذا الحدیث حرمة اجور القضاة و حرمة أجر القاضی. و فیه أن الظاهر من
قوله علیه السلام اجور القضاة اجور القضاة الذین یکونون قضاة لائمة الجور و
هم خلفاء الجور من السابقین و اللاحقین فلا یشمل الحدیث القاضی الشرعی الا
أن یقال لا وجه لهذا التقیید و مقتضی العموم الوضعی و الجمع المحلی بالالف
و اللام شمول الحکم لجمیع القضاة فیکون اجر القاضی علی الاطلاق حراما
فلاحظ. و أما الاستدلال علی المدعی بحدیث ابن سنان قال: سئل أبو عبد
اللّه علیه السلام عن قاض بین قریتین یأخذ من السلطان علی القضاء الرزق
فقال: ذلک السحت [2] فیرد علیه أن الظاهر من الحدیث لو لم یکن صریحا أن
المراد بالقاضی المذکور
(1) راجع ص 202 (2) الوسائل الباب 8 من أبواب آداب القاضی الحدیث 1