responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عمده المطالب فی التعلیق علی المکاسب المؤلف : الطباطبائي القمي، السید تقي    الجزء : 1  صفحة : 204

فالنتیجة أن أخذ الرشوة حرام وضعا و تکلیفا و لکن کما سبق فی تحقیق مفهوم هذه الکلمة انه لا بدّ من الاقتصار علی ما جمع فیه القیود المحتملة و لا یخفی أن استعمال الرشوة فی الفاقد لبعض القیود لا یدل علی أعمیة المفهوم لان الاستعمال أعم من الحقیقة و بعبارة اخری: أصالة الحقیقة اصل عقلائی یجری فی مورد الشک فی کون الاستعمال الفلانی حقیقة أو مجازا و أما مع احراز المراد فلا مجال لجریان الاصل لعدم الدلیل علیه.

ثم ان الشیخ قدس سره تعرض لفروع مربوطة بالمقام

اشارة

و المناسب أن نذکر کل واحد من هذه الفروع و نتکلم حوله فنقول:

الفرع الأول أنه هل یحرم أن یأخذ القاضی الاجر علی قضائه علی طبق الموازین الشرعیة أم لا؟

مقتضی القاعدة الاولیة هو الجواز وضعا و تکلیفا و الحرمة تحتاج الی الدلیل و فی المقام حدیث و هو حدیث عمار بن مروان [1] یمکن أن یقال أن المستفاد منه حرمة أجر القاضی علی الاطلاق اذ عد من السحت اجور القضاة فان مقتضی هذا الحدیث حرمة اجور القضاة و حرمة أجر القاضی. و فیه أن الظاهر من قوله علیه السلام اجور القضاة اجور القضاة الذین یکونون قضاة لائمة الجور و هم خلفاء الجور من السابقین و اللاحقین فلا یشمل الحدیث القاضی الشرعی الا أن یقال لا وجه لهذا التقیید و مقتضی العموم الوضعی و الجمع المحلی بالالف و اللام شمول الحکم لجمیع القضاة فیکون اجر القاضی علی الاطلاق حراما فلاحظ.
و أما الاستدلال علی المدعی بحدیث ابن سنان قال: سئل أبو عبد اللّه علیه السلام عن قاض بین قریتین یأخذ من السلطان علی القضاء الرزق فقال: ذلک السحت [2] فیرد علیه أن الظاهر من الحدیث لو لم یکن صریحا أن المراد بالقاضی المذکور


(1) راجع ص 202
(2) الوسائل الباب 8 من أبواب آداب القاضی الحدیث 1
اسم الکتاب : عمده المطالب فی التعلیق علی المکاسب المؤلف : الطباطبائي القمي، السید تقي    الجزء : 1  صفحة : 204
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست