responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التمهید فی علوم القرآن المؤلف : المعرفت، الشیخ محمد هادی    الجزء : 1  صفحة : 255

سبب النزول أو شأن النزول:

ما هو الفارق بین قولهم: «سبب النزول» أو «شأن النزول»؟
إن کانت هناک مشکلة حاضرة، سواء أ کانت حادثة أبهم أمرها، أم مسألة خفی وجه صوابها، أم واقعة ضلّ سبیل مخرجها، فنزلت الآیة لتعالج شأنها و تضع حلا لمشکلتها، فتلک هی أسباب النزول، أی السبب الداعی و العلة الموجبة لنزول قرآن بشأنها.
و هذا أخصّ من قولهم: «شأن النزول». لأنّ الشأن أعمّ موردا من السبب- فی مصطلحهم- بعد أن کان الشأن یعنی: الأمر الذی نزل القرآن- آیة أو سورة- لتعالج شأنه بیانا و شرحا أو اعتبارا بمواضع اعتباره. کما فی أکثریّة قصص الماضین و الإخبار عن امم سالفین، أو عن مواقف أنبیاء و قدّیسین، کانت مشوهة و کادت تمسّ من کرامتهم أو تحط من قدسیتهم، فنزل القرآن لیعالج هذا الجانب، و یبیّن الصحیح من حکایة حالهم و الواقع من سیرتهم بما یرفع الإشکال و الإبهام، و ینزّه ساحة قدس أولیاء اللّه الکرام.
و علیه فالفارق بین السبب و الشأن- اصطلاحا- أنّ الأول یعنی مشکلة حاضرة لحادثة عارضة. و الثانی مشکلة أمر واقع، سواء أ کانت حاضرة أم غابرة. و هذا اصطلاح و لا مشاحّة فیه ..
و قولهم: نزلت فی کذا .. أعمّ، قد یراد السبب العارض، و قد یراد شأن أمر واقع فی الغابر .. و أحیانا یراد بیان حکم و تکلیف شرعی دائم .. قال الزرکشی: و قد عرف من عادة الصحابة و التابعین أنّ أحدهم إذا قال: نزلت هذه الآیة فی کذا .. فإنّه یرید بذلک أنّ هذه الآیة تتضمّن هذا الحکم، لا أنّ هذا کان السبب فی نزولها .. [1].


(1) البرهان: ج 1 ص 31- 32.
اسم الکتاب : التمهید فی علوم القرآن المؤلف : المعرفت، الشیخ محمد هادی    الجزء : 1  صفحة : 255
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست