أَهْلَکْناهُمْ فَلا ناصِرَ لَهُمْ» [1]. قال
السخاوی فی جمال القرّاء: قیل إنّ النبیّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)
لما توجّه مهاجرا الی المدینة وقف فنظر الی مکة و بکی، فنزلت تسلیة لخاطره
الشریف [2]. لکن الآیة فی سیاقها منسجمة مع آیات قبلها و بعدها انسجاما
وکیدا، بحیث لا یدع مجالا للقول بالتفکیک، فامّا أنّ الجمیع مکیّة أو
الجمیع مدنیة. و بما أنّ السورة تقریع عنیف بالمشرکین و إثارة عامّة
بالمؤمنین، تمهیدا لتشریع القتال، فهی مدنیّة نزلت بهذا اللحن اللاذع، و
جعلت تعدّد مساوئ ارتکبتها قریش، و تهدّدها بقتل ذریع و فشل فظیع إزاء
معاندتهم مع الحقّ. و الآیة المذکورة أیضا علی نفس النمط. لم تخرج علی قریناتها.
9- سورة الحجرات: مدنیّة
نسب الی ابن عباس: استثناء قوله تعالی: «یا أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناکُمْ مِنْ ذَکَرٍ وَ أُنْثی ...» [3]. و
لعلّه لمکان الخطاب مع «الناس»، علی ما زعمه بعضهم أنّه من دلائل مکیّة
الخطاب! و قد اسبقنا أنّه لا دلیل فی ذلک ... بدلیل وقوعه فی سورة البقرة
«یا أَیُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّکُمُ» [4].
10- سورة الرحمن: مدنیّة
استثنی منها قوله: «یَسْئَلُهُ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ ...» [5] و لم یعرف سبب هذا الاستثناء الغریب!
(1) محمد: 13. (2) الإتقان: ج 1 ص 20. و الدر المنثور: ج 6 ص 48. (3) الحجرات: 13. مجمع البیان: ج 9 ص 128. (4) البقرة: 21. (5) الرحمن: 29. الإتقان: ج 1 ص 17.