روی عن ابن عباس: انزلت تبارک الملک فی أهل مکة إلّا ثلاث آیات [1]. قلت:
لیس معنی هذا الکلام: أنّها نزلت بمکة غیر ثلاث آیات نزلن بغیرها! و ذلک
لأنّه قال: فی أهل مکّة، و لم یقل: فی مکة أو بمکة! بل المعنی: أنّ هذه
السورة نزلت تقریعا و تشنیعا بأهل مکة أی المشرکین، فکلّ آیاتها تهدید و
توعید بشأنهم، غیر ثلاث آیات تخصّ المؤمنین: اولاها قوله تعالی: «إِنَّ
الَّذِینَ یَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ...». و الثانیة قوله: «هُوَ الَّذِی
جَعَلَ لَکُمُ الْأَرْضَ ...» و الثالثة قوله: «قُلْ هُوَ الرَّحْمنُ
آمَنَّا بِهِ ...» [2]. فالصحیح- کما فی حدیث ابن خدیج-: أنّها نزلت جملة واحدة بمکة [3].
37- سورة القلم: مکیّة
حکی السخاوی فی جمال القرّاء: استثناء قوله: «إِنَّا بَلَوْناهُمْ کَما
بَلَوْنا أَصْحابَ الْجَنَّةِ- الی قوله-: لَوْ کانُوا یَعْلَمُونَ»* [4]
سبعة عشرة آیة. و قوله: «فَاصْبِرْ لِحُکْمِ رَبِّکَ*- الی قوله-:
فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِینَ» [5] ثلاث آیات. فهذه عشرون آیة زعموها نزلت
بالمدینة و زاد فی المجمع الآیة رقم: 51 و الآیة رقم: 52 [6]. أخرج
ابن أبی حاتم و ابن جریح: أنّ أبا جهل قال یوم بدر: خذوهم أخذا، فاربطوهم
فی الحبال، و لا تقتلوا منهم أحدا، فنزلت: «إِنَّا بَلَوْناهُمْ ...» الخ
[7].
(1) الدر المنثور: ج 6 ص 246. (2) الملک: 12 و 15 و 29. (3) الدر المنثور: ج 6 ص 246. (4) القلم: 17- 33. (5) القلم: 48- 50. (6) الإتقان: ج 1 ص 17. و مجمع البیان: ج 10 ص 330. (7) الدر المنثور: ج 6 ص 253.