و
الصحیح: أنّها من آیات الصفح التی نزلت بمکة ایام کان المؤمنون مستضعفین، و
من ثم نسخت فیما بعد، عند ما قویت شوکة الإسلام بالمدینة [1].
31- سورة الاحقاف: مکیّة
استثنی منها قوله تعالی: «قُلْ أَ رَأَیْتُمْ إِنْ کانَ مِنْ عِنْدِ
اللَّهِ وَ کَفَرْتُمْ بِهِ وَ شَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِی إِسْرائِیلَ عَلی
مِثْلِهِ فَآمَنَ وَ اسْتَکْبَرْتُمْ» [2]. أخرج الطبرانی أنّها نزلت بالمدینة فی قصة إسلام عبد اللّه بن سلام [3]. قلت:
ما أغرب ولع المفسّرین بکلّ آیة جاء فیها إلماح بإیمان أهل الکتاب فسرعان
ما أوّلوها بعبد اللّه بن سلام و أضرابه؟! و الصحیح: أنّها تشنیع بقریش
تقاعست عن الإیمان بدین جاء علی ید رجل منهم و علی لغتهم، ثم یؤمن به
غیرهم. من بنی إسرائیل و غیرهم. و إنّما خصّ بنو إسرائیل بالذکر- هنا-
لمزید عنایة العرب آنذاک بهم و ثقتهم بعلمهم و ثقافتهم. هذا ... و قد أخرج ابن أبی حاتم عن مسروق قال: انزلت هذه الآیة بمکة بشأن المشرکین، و هکذا أخرج أبو جعفر الطبری بعدة أسناد [4].
و استثنی- أیضا- قوله: «وَ وَصَّیْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَیْهِ
إِحْساناً- الی قوله-: وَ هُمْ لا یُظْلَمُونَ»* [5] خمس آیات. قیل: نزلت
الآیات فی أبی بکر حیث برّ بوالدیه
(1) راجع تفسیر الطبری: ج 25 ص 87. (2) الاحقاف: 10. (3) لباب النقول بهامش الجلالین: ج 2 ص 72. و تفسیر الطبری: ج 26 ص 8. و الإتقان: ج 1 ص 16. (4) جامع البیان: ج 26 ص 7. و الدر المنثور: ج 6 ص 39. (5) الاحقاف: 15- 19.