responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصباح الهدایه فی تحقیق الولایه المؤلف : البهبهاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 172

سادسا : قوله عز من قائل : " والله علی کل شئ قدیر " عقیب هذه
التأکیدات البلیغة .
ومن المعلوم أنه لا یحسن التأکید إذا لم یکن الطرف منکرا ،
ولا مترددا ، ولا منزلا منزلته . فهذه التأکیدات البلیغة الراجعة إلی تحقیق
الحکم وتقریره وتثبیته تکشف عن کمال اهتمام الباری جل شأنه بهذا الحکم ،
کما تکشف عن شدة إنکارهم لهذا الأمر ، واستنکافهم عن قبوله والانقیاد
له ، ولیس هذا إلا من طرف ذی القربی ، الذین منعوا عن حقهم ، وخمسهم
وفیئهم الذی جعله الله لهم .
وأما الثالث : وهو موضوع الخمس فهو أعم من غنائم دار الحرب ،
لأن الغنم مقابل للغرم ، ولا یختص ذاتا بغنائم دار الحرب ، لعموم الغنم لکل
فوز بالمال مجانا ، ولیس فی الآیة ما یوجب تخصیصه بها ، بل الآیة مصرحة
بالعموم .
تقریره : إن کلمة " ما " من المبهمات ، وهی ظاهرة فی العموم لکل
مغنوم ، مع قطع النظر عن بیانه ، إذ لا عهد فی البین ، ولا سبیل إلی إرادة فرد
منه لا بعینه فی المقام ، فتعین أن یراد منه العموم .
وأما مع ملاحظة بیانه فهو صریح فی العموم لأن تبیین المبهم بشئ
الذی هو مبهم أیضا ، تصریح بأنه لا یکون فی البین تخصیص وتقیید ، ولو
کان لقیده به فی مقام البیان .
والحاصل : أن جعل المبهم بیانا للمبهم أبلغ من تأکیده به فی إفادة
العموم ، وأصرح منه کما لا یخفی ، فتبین أن ما ذهب إلیه العامة من
تخصیصه بغنائم دار الحرب مخالف لصریح الآیة .
ثم إن المستفاد من الآیة الکریمة أن موضوع الخمس هو الذی غنمه
اسم الکتاب : مصباح الهدایه فی تحقیق الولایه المؤلف : البهبهاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 172
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست