اسم الکتاب : رساله فی الامامه و ذکر اغلاط العامه المؤلف : الشيخ المفيد الجزء : 1 صفحة : 66
فیورث
إرجاع الأمر إلیه الهرج والمرج فی بدء الإسلام ، والصحابة رأوا المصلحة
لأن یتصدون أمر الخلافة ویحفظون الدین عن التغیر إلی أن یتقوی الإسلام ،
ونحن نقول إن هذا ومثله من المعاذیر لو صدقت لکان غایتها إن استبداد الأمیر
بالخلافة بغیر مشورتهم ومعاونتهم خلاف الأصلح . وأما خلافته بمعاونة
الصحابة فلا فساد فیها فینجم الاعتراض علی الصحابة إنهم لم لم یوازروه ولم
یعاونوه ، فوالله العظیم لو أعانه منهم عشرة ما اختلف علیه اثنان فکیف
بجلهم ، ولا یزید کراهة إمرته علی کراهة نبوة النبی ( ص ) فإنه بالیسر منهم
ملک رقابهم وأظهر نبوته بالسیف ، ثم إن الکاره لخلافته وإمرته إن کان من
الأذناب فهم لا یعتنی بشأنهم وما هم إلا کالفراش ، وإن کان من أهل الحل
والعقد من المهاجرین والأنصار جاء الحق من إنهم اتبعوا أهواء أنفسهم ولم
یکن فیهم أحد سالما من غرض أو مرض ، ولولا تقاعد باقی المهاجرین والأنصار
عن عثمان فی المدینة وعدم رضائهم ببعض أفعاله لما مر به من یؤذیه ولا قتل ،
ثم إن المنصف إذا تفکر فی التواریخ وأخبار السلف یری إن أغلب الناس إلا من
یشم من نفسه الإمرة کلهم کانوا یوالون علیا ) ، ویودون ولایته علیهم فهذا
العذر کالذی یلیه لا یفید فائدة ، فإن الحق أحق أن یتبع فکونه ( ع ) یقضی
بالحق ویسیر بالعدل ، ولا یطمع القوی فی باطله ، ولا ییأس الضعیف من عدله
مما یشرف من له أدنی عقل إن العموم ترضی به لکن رضاء العموم متوقف علی رضاء
الخواص ، والخواص قلوبهم مرضی ، ومرض القلوب لا یداوی ، وهوی النفس یغلب ،
والله سبحانه أبصر عمن خالف النص وغلبه هواه .
اسم الکتاب : رساله فی الامامه و ذکر اغلاط العامه المؤلف : الشيخ المفيد الجزء : 1 صفحة : 66