responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 96

أعنی العین، و الأذن، و اللسان، و الفرج، و البطن، و الید، و الرجل، و یسلمها إلیها، لأنها رعایا خادمة لها فی التجارة، و لا یتم اعمال هذه التجارة إلا بها، فیوصیها بحفظ هذه الأعضاء عن المعاصی التی تصدر عنها، و باعمال کل منها فیما خلق لأجله، ثم یوصیها بالاشتغال بوظائف الطاعات التی تتکرر علیه فی الیوم و اللیلة، بالنوافل و الخیرات التی تقدر علیها، و هذه شروط یفتقر إلیها کل یوم، لکن إذا اعتادت النفس بتکرر المشارطة و المراقبة بالعمل بها و الوفاء بحقها استغنی عن المشارطة فیها، و إن اعتادت بالعمل فی بعضها لم تکن حاجة إلی المشارطة فیه، و بقیت الحاجة إلیها فی الباقی، و کل من یشتغل بشی‌ء من اعمال الدنیا: من ولایة، أو تجارة، أو تدریس أو أمثال ذلک: لا یخلو کل یوم منه من مهم جدید، و واقعة حادثة لها حکم جدید، و للّه فیها حق، فعلیه أن یجدد الاشتراط علی نفسه بالاستقامة علیها و الانقیاد للحق فی مجاریها، و ینبغی ان یوصیها بالتدبر فی عاقبة کل امر یرتکبه فی هذا الیوم و اللیلة. و هذه الوصیة عمدة الوصایا و رأسها، و قد روی: «أن رجلا أتی النبی- صلّی اللّه علیه و آله- و قال: یا رسول اللّه اوصنی، فقال له: فهل أنت مستوص إن أنا اوصیتک؟- حتی قال له ذلک ثلاثا، و فی کلها یقول الرجل: نعم یا رسول اللّه!- فقال له رسول اللّه (ص):
إذا هممت بأمر فتدبر عاقبته، فان یک راشدا فامضه، و إن یک غیا فانته» و یظهر من هذا الخبر: أن التأمل فی عاقبة کل امر أعظم ما یحصل به النجاة فینبغی ان یؤکد العهد و المیثاق فی ذلک علی النفس و یحذرها عن الإهمال، و یعظها کما یوعظ العبد للتمرد الآبق، فان النفس بالطبع متمردة عن الطاعات، مستعصیة عن العبودیة، و لکن الوعظ و التأدیب یؤثر فیها، (و ذکر فان الذکری تنفع المؤمنین) فهذا و ما یجری مجراه هو المشارطة،
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 96
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست