[تذنیب]- اعلم أن المحاسبة و المراقبة قریبة من التوبة فی ضدیتهما من
وجه الإصرار علی الذنوب. و مثلها فی کونهما من ثمرات الخوف و الحب و
تعلقهما بقوتی الشهوة و الغضب و کونهما من فضائلها، فنحن نشیر هنا إلی ما
یتعلق بهما من بیان حقیقتهما و فضیلتهما و الأعمال التی یتوقف تمامیتها
علیهما فی فصول.
فصل (المعنی الظاهر للمحاسبة و المراقبة)
[المحاسبة]: أن یعین فی کل یوم و لیلة وقتا یحاسب فیه نفسه بموازنة
طاعاته و معاصیه، لیعاتب نفسه، و یقهرها لو وجدها فی هذا الیوم و اللیلة
مقصرة فی طاعة واجبة، أو مرتکبة لمعصیة، و یشکر اللّه- سبحانه- لو أتت
بجمیع الواجبات و لم یصدر منها معصیة، و یزید الشکر لو صدر منها شیء من
الخیرات و الطاعات المندوبة. [و المراقبة]: أن یلاحظ ظاهره و باطنه
دائما، حتی لا یقدم علی شیء من المعاصی، و لا یترک شیئا من الواجبات
لیتوجه علیه اللوم و الندامة وقت المحاسبة. هذا هو المعنی الظاهر للمحاسبة و
المراقبة، و یأتی اعتبار أمور و اعمال أخر فیه عرفا.
فصل (حاسبوا أنفسکم قبل أن تحاسبوا)
اشارة
اعلم ان الکتاب و السنة و إجماع الأمة دالة علی ثبوت المحاسبة یوم القیامة، و حصول التدقیق و المناقشة فی الحساب، و المطالبة بمثاقیل