responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 85

فربما اختطفها الموت قبل التوبة، و یقع أمرها فی المشیئة، فیدخل فی زمرة السعداء، أو یسلک فی سلک الأشقیاء، أو یتوب و یجری مدة علی الاستقامة، ثم یعود إلی الذنوب عمدا و قصدا، من غیر أن یحدث نفسه بالتوبة، و من غیر أن یتأسف و یتندم، بل ینهمک انهماک الغافل فی الذنوب و اتباع الشهوات و هذا معدود من المصرین، و نفسه محسوبة من النفوس الامارة بالسوء الفرارة من الخیر، و مثله إن مات علی التوحید و ختم له بالحسنی و غلبت طاعاته علی سیئاته کان من أهل الجنة، و إن ختم له بالسوء کان من أهل النار، و إن مات علی التوحید و لکن ترجحت سیئاته علی حسناته فأمره إلی اللّه، و لعله یعذب فی النار مدة بقدر زیادة سیئاته علی حسناته، ثم یخلص منها بعمیم لطفه.

فصل (عدم الثقة بالاستقامة لا یمنع من التوبة)

اعلم أن من تاب و لا یثق من نفسه الاستقامة علی التوبة فلا ینبغی أن یمنعه ذلک عن التوبة، علما منه أنه لا فائدة فیه. فان ذلک من غرور الشیطان، و من أین له هذا العلم، فلعله یموت تائبا قبل أن یعود إلی الذنب.
و أما الخوف من العود، فلیتدار که بتجرید القصد و صدق العزم، فان و فی به فقد نال مطلبه، و إلا فقد غفرت ذنوبه السابقة کلها و تخلص منها، و لیس علیه إلا هذا الذنب الذی أحدثه الآن. و هذا من الفوائد العظیمة و الأرباح الجسیمة، فلا یمنعک خوف العود من التوبة، فانک من التوبة أبدا بین إحدی الحسنیین:- إحداهما- العظمی: و هی غفران الذنوب السابقة و عدم العود إلی ذنبه فی الاستقبال.- و ثانیهما- و هی الصغری: غفران الذنوب الماضیة، و إن لم یمنع العود إلی الذنب فی المستقبل. ثم إذا عاد إلی

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 85
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست