responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 80

عن بدنه کل لحم نبت من الأغذیة المحرمة و المشتبهة، قال أمیر المؤمنین (ع) لمن قال بحضرته: استغفر اللّه: «ثکلتک أمک! أ تدری ما الاستغفار؟ ان الاستغفار درجة العلیین، و هو اسم واقع علی ستة معان: اولها: الندم علی ما مضی، و الثانی: العزم علی ترک العود علیه ابدا، و الثالث: ان تؤدی إلی المخلوقین حقوقهم حتی تلقی اللّه امس لیس علیک تبعة، و الرابع: ان تعمد الی کل فریضة علیک ضیعتها تؤدی حقها، و الخامس: ان تعمد إلی اللحم الذی نبت علی السحت فتذیبه بالاحزان حتی یلصق الجلد بالعظم و ینشأ منهما لحم جدید، و السادس: ان تذیق الجسم الم الطاعة کما أذقته حلاوة المعصیة فعند ذلک تقول: استغفر اللّه».

فصل (هل یصح التبعیض فی التوبة)

اعلم ان التوبة عن بعض الذنوب دون بعض ممکن و یصح، بشرط الا تکون الذنوب التی یتوب عنها مخالفة بالنوع للذنوب التی لا یتوب عنها، کأن یتوب عن الکبائر دون الصغائر، او عن القتل و الظلم و مظالم العباد دون بعض حقوق اللّه، أو عن شرب الخمر دون الزنا او بالعکس، او عن شرب الخمر دون أکل أموال الناس بالباطل خیانة و تلبیسا او غصبا او قهرا، او عن بعض الصغائر دون بعض الکبائر. کالذی یتوب عن الغیبة مع اصراره علی شرب الخمر، و الدلیل علی إمکان ذلک و صحته: ان العبد إذا علم ان الکبائر أعظم اثما عند اللّه و اجلب لسخط اللّه و مقته و الصغائر أقرب إلی تطرق العفو إلیها، فلا یبعد ان یتوب عن الأعظم دون الأصغر، و کذا اذا تصور ان بعض الکبائر أشد و اغلظ عند اللّه من بعض، فلا یبعد ان یتوب عن الأغلظ دون الأخف، و قد تکون ضراوة أحد بنوع معصیة

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 80
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست