responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 71

فصل (طریق التوبة عن المعاصی)

اعلم أن ما عنه التوبة هی الذنوب التی علمت تفاصیلها فی هذا الکتاب، و هی- کما ذکرناها- لا تخلو عن الصفات و الافعال الشیطانیة المتعلقة بالوهم، و الصفات و الافعال السبعیة المتعلقة بالقوة السبعیة، و الصفات و الافعال البهیمیة المتعلقة بالقوة البهیمیة. و من حیث تعلق التوبة بها و کیفیة الخروج عنها ینقسم إلی اقسام ثلاثة:
أحدها- ترک الطاعات الواجبة: من الصلاة، و الصوم، و الزکاة، و الخمس و الکفارة و غیرها. و طریق التوبة عنها: أن یجتهد فی قضائها بقدر الإمکان.
و ثانیها- المحرمات التی بین العبد و بین اللّه، اعنی المنهیات التی هی حقوق اللّه: کشرب الخمر، و ضرب المزامیر، و الکذب، و الزنا بغیر ذات بعل. و طریق التوبة عنها: أن یندم علیها، و یوطن قلبه علی ترک العود إلی مثلها أبدا.
و ثالثها: الذنوب التی بینه و بین العباد، و هی المعبر عنها بحقوق الناس، و الأمر فیها أصعب و أشکل، و هی إما فی المال، أو فی النفس، أو فی العرض، أو فی الحرمة، أو فی الدین:
فما کان فی (المال): یجب علیه أن یرده إلی صاحبه إن أمکنه، فان عجز عن ذلک لعدم أو فقر، وجب أن یستحل منه، و إن لم یحله أو عجز عن الایصال لغیبة الرجل غیبة منقطعة او موته و عدم بقاء وارث له، فلیتصدق عنه إن أمکنه. و الا فعلیه بالتضرع و الابتهال إلی اللّه أن یرضیه عنه یوم القیامة، و علیه بتکثیر حسناته و تکثیر الاستغفار له، لیکون یوم القیامة عوضا عن حقه، اذ کل من له حق علی غیره لا بد أن یأخذ یوم القیامة

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 71
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست