responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 58

لیس له إلا أصل الایمان و هو مقصر فی الأعمال، قریب من أن تنقلع شجرة ایمانه إذا صدمتها الریاح العاصفة المحرکة للایمان فی مقدمة قدوم ملک الموت و وروده، فکل ایمان لم یثبت فی النفس أصله و لم تنتشر فی الأعمال فروعه، لم یثبت علی عواصف الأهوال عند ظهور ناصیة ملک الموت و خیف علیه سوء الخاتمة، فالمحجوب عن الایمان الذی هو شعب و فروع سیحجب فی الخاتمة عن الایمان الذی هو أصل، کما أن الشخص الفاقد لجمیع الأطراف التی هی فروع لیساق إلی الموت المعدم للروح التی هی أصل، فلا بقاء للاصل دون الفرع، و لا وجود للفرع دون الأصل، و لا فرق بین الأصل و الفرع إلا فی شی‌ء واحد، و هو أن وجود الفرع و بقاءه جمیعا یستدعی وجود الأصل، و أما وجود الأصل فلا یستدعی وجود الفرع، و لکن بقاءه یستدعی وجود الفرع، فبقاء الأصل بالفرع و وجود الفرع بالأصل، فمساواة العاصی و المطیع فی اسم المؤمن کمساواة شجرة القرع و شجرة الصنوبر فی اسم الشجرة، و إنما یظهر الفرق إذا عصفت الریاح القویة، فعند ذلک تنقطع أصول شجرة القرع و تتناثر أوراقها، و تبقی شجرة الصنوبر ثابتة علی أصلها و فرعها. و مثل العاصی الذی لا یخاف الخلود فی النار لأجل معصیته اتکالا علی ایمانه بالتوحید و الرسالة، کمثل الصحیح الذی یأکل الأغذیة المضرة و السمومات و لا یخاف الموت اتکالا علی صحته، فکما یؤدی صحة هذا الصحیح بتناوله السمومات و الأغذیة إلی المرض و المرض إلی الموت، فکذلک تؤدی ذنوب العاصی إلی سوء الخاتمة و سوء الخاتمة إلی الخلود فی النار، فالمعاصی للایمان کالسمومات و المأکولات المضرة للابدان، فکما أن مضرة السمومات لا تزال تجتمع فی الباطن حتی تغیر مزاج الاخلاط و هو لا یشعر بها إلی أن یفسد المزاج فیمرض دفعة ثم یموت دفعة، فکذلک آثار المعاصی لا تزال
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 58
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست