responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 57

تذنیب (تحقیق فی وجوب التوبة)

کیف لا تکون التوبة عن المعاصی واجبة، مع أن العلم بضرورة المعاصی و کونها مهلکة من اجزاء الایمان و وجوب الایمان و مما لا ریب فیه، و العالم بهذا العلم إذا لم یعمل به فکما لا یعلمه أو ینکره فلا یکون له هذا الجزء من الایمان، لان کل علم یراد لیکون باعثا علی العمل، فلا یقع التفصی عن عهدته ما لم یصیر باعثا، فالعلم بضرر الذنوب إنما أرید لیکون باعثا علی ترکها، فمن لم یترکها فهو فاقد لهذا الجزء من الایمان، و هو المراد بقول النبی- صلّی اللّه علیه و آله-: «لا یزنی الزانی حین یزنی و هو مؤمن»، و ما أراد به نفی الایمان باللّه و وحدانیته و صفاته و کتبه و رسله، فان ذلک لا ینافی الزنا و المعاصی، و إنما أراد به نفی الایمان باللّه لکون الزنا مبعدا عن اللّه و موجبا لسخطه، و لیس الایمان بابا واحدا، بل هو- کما ورد- نیف و سبعون بابا، أعلاها الشهادتان و ادناها اماطة الأذی عن الطریق، و مثاله قول القائل: لیس الإنسان موجودا واحدا، بل هو نیف و سبعون موجودا، أعلاها الروح و القلب و ادناها اماطة الاذی عن البشرة، بأن یکون مقصوص الشارب مقلوم الأظفار نقی البشرة عن الخبث، حتی یتمیز عن البهائم المرسلة المتلوثة بارواثها، المستکرهة الصور بطول مخالبها و اظفارها، فالایمان کالانسان، و فقد الشهادتین کفقد الروح الذی یوجب البطلان بالکلیة، و الذی لیس له إلا شهادة التوحید و الرسالة و یترک سائر اجزائه من الاعمال، فهو کانسان مقطوع الأطراف مقفوء العینین، فاقد لجمیع اعضائه الظاهرة و الباطنة، إلا أصل الروح. و کما أن من هذا حاله قریب من الموت و مزایلة الروح الضعیفة المنفردة التی تخلفت عنها الأعضاء التی تمدها و تقویها، فکذلک من

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 57
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست