responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 5

الخیر، کبناء المساجد و المدارس و القناطر و الرباطات و غیرها، یظن ان هذا خیر له و سعادة، مع انه محض الغرور، حیث خدعه الشیطان و أراه ما هو شر له خیرا، و کذا الواعظ الذی غرضه الجاه و القبول من موعظته، یظن انه فی طاعة اللّه، مع انه فی المعصیة بغرور الشیطان و خدعته.
ثم لا ریب فی ان سکون النفس إلی ما یوافق الهوی، و یمیل الطبع الیه عن شبهة و مخیلة، مرکب من امرین: (أحدهما) اعتقاد النفس بأن هذا خیر له مع کونه خلاف الواقع، (و ثانیهما) حبها و طلبها باطنا لمقتضیات الشهوة او الغضب. فان الواعظ إذا قصد بوعظه طلب الجاه و المنزلة معتقدا انه یجلب به الثواب، تکون له رغبة إلی الجاه و اعتقاد بکونه خیرا له، اذ الغنی إذا أمسک ماله و لم ینفقه فی مصارفه اللازمة، و واظب علی العبادة معتقدا ان مواظبته علی العبادة تکفی لنجاته و ان کان بخیلا، یکون له حب للمال و اعتقاد بأنه علی الخیر. ثم الاعتقاد المذکور راجع إلی نوع معین من الجهل المرکب، و هو الجهل الذی یکون المجهول المعتقد فیه شیئا یوافق الهوی، فیکون من رذائل القوة العاقلة، و الحب و الطلب للجاه و المال من رذائل قوتی الغضب و الشهوة. فالغرور یکون من رذائل القوی الثلاث، او من رذائل العاقلة مع أحداهما.

فصل (ذم الغرور)

الغرور و الغفلة منبع کل هلکة وام کل شقاوة، و لذا ورد فیه الذم الشدید فی الآیات و الاخبار، قال اللّه- سبحانه-:
فَلا تَغُرنَّکم الحیاة الدُّنیا وَ لا یَغُرَّنَّکم باللّهِ

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 5
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست