responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 398

علی دوام الأوقات، ثم اغسل بماء التوبة الخالصة ذنوبک، و البس کسوة الصدق و الصفاء و الخضوع و الخشوع، و احرم من کل شی‌ء یمنعک عن ذکر اللّه عز و جل و یحجبک عن طاعته، و لب بمعنی إجابة صافیة خالصة زاکیة للّه عز و جل فی دعوتک له، متمسکا بالعروة الوثقی، و طف بقلبک مع الملائکة حول العرش کطوافک مع المسلمین بنفسک حول البیت. و هرول هرولة فرا من هواک، و تبرأ من جمیع حولک و قوتک، و اخرج من غفلتک و زلاتک بخروجک إلی منی، و لا تتضمن مالا یحل لک و لا تستحقه، و اعترف بالخطإ بالعرفات، و جدد عهدک عند اللّه تعالی بوحدانیته، و تقرب إلیه، و اتقه بمزدلفة، و اصعد بروحک إلی الملأ الأعلی بصعودک علی الجبل، و اذبح حنجرة الهوی و الطمع عند الذبیحة، و ارم الشهوات و الخساسة و الدناءة و الافعال الذمیمة عند رمی الجمرات، و أحلق العیوب الظاهرة و الباطنة بحلق شعرک، و ادخل فی امان اللّه و کنفه و ستره و کلاءته من متابعة مرادک بدخول الحرم، و زر البیت متحققا لتعظیم صاحبه و معرفته و جلاله، و استلم الحجر رضی بقسمته و خضوعا لعظمته، و ودع ما سواه بطواف الوداع، و صف روحک و سرک للقاء اللّه تعالی یوم تلقاه بوقوفک علی الصفا، و کن ذا مرة من اللّه بفناء أوصافک عند المروة، و استقم علی شروط حجتک، و وفاء عهدک الذی عاهدت ربک، و أوجبت له إلی یوم القیامة، و اعلم بان اللّه لم یفترض الحج، و لم یخصه من جمیع الطاعات بالإضافة إلی نفسه بقوله تعالی:
وَ للَّهِ عَلی النَّاسِ حَجُّ البَیتِ من اسْتَطاعَ إِلَیه سبیلاً [1]
(1) آل عمران، الآیة: 97.
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 398
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست