العجب
للضاحک اللاعب فی الیوم الذی فاز فیه المسارعون، و خاب فیه المبطلون، اما و
اللّه لو کشف الغطاء لاشتغل المحسن بإحسانه، و المسیء عن اساءته!»، ای
کان سرور المقبول یشغله عن اللعب، و حسرة المردود تسد علیه باب الضحک.
فصل (درجات الصوم)
اشارة
للصوم ثلاث درجات: الأولی- صوم العموم: و هو کف البطن و الفرج عن قضاء الشهوة، و هذا لا یفید أزید من سقوط القضاء و الاستخلاص من العذاب. الثانیة-
صوم الخصوص: و هو الکف المذکور، مع کف البصر و السمع و اللسان و الید و
الرجل و سائر الجوارح عن المعاصی، و علی هذا الصوم تترتب المثوبات الموعودة
من صاحب الشرع. الثالثة- صوم خصوص الخصوص: و هو الکفان المذکوران، مع
صوم القلب عن الهمم الدنیة، و الأخلاق الردیة، و الافکار الدنیویة، و کفه
عما سواه بالکلیة، و یحصل افطر فی هذا الصوم بالفکر فی ما سوی اللّه و
الیوم الآخر، و حاصل هذا الصوم إقبال بکنه الهمة علی اللّه، و انصراف عن
غیر اللّه، و تلبس بمعنی قوله تعالی: قل اللّه ثم ذرهم»، و هذا درجة
الأنبیاء و الصدیقین و المقربین، و یترتب علیه الوصول إلی المشاهدة و
اللقاء، و الفوز بما لا عین رأت، و لا أذن سمعت، و لا خطر علی قلب أحد. و
إلی هذا الصوم أشار مولانا الصادق (ع) حیث قال: «قال النبی (ص): الصوم جنة، أی ستر من آفات الدنیا و حجاب من