responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 354

تحت سلطانه، خافض له بجوارحه خفض خائف حزن علی ما یفوته من فائدة الراکعین» [1]. و حکی: «أن ربیع بن خثیم، کان یسهر باللیل إلی الفجر فی رکعة واحدة، فإذا أصبح، تزفر و قال: آه! سبق المخلصون و قطع بنا». و استوف رکوعک باستواء ظهرک، و انحظ عن همتک فی القیام بخدمته إلا بتأییده و عونه، و فر بقلبک من وساوس الشیطان و خدائعه و مکائده، فان الله یرفع عباده بقدر تواضعهم له، و یهدیهم إلی أصول التواضع و الخضوع و الخشوع بقدر اطلاع عظمته علی سرائرهم.

فصل (السجود)

و إذا هویت إلی السجود، جدد علی قلبک غایة الذل و العجز و الانکسار، إذ السجود أعلی درجات الاستکانة، فمکن أعز أعضائک، و هو الوجه، لأذل الأشیاء، و هو التراب، و لا تجعل بینهما حاجزا، بل اسجد علی الأرض، لأنه أجلب للخضوع، و أدل علی الذل. فإذا وضعت نفسک موضع الذل، و القیتها علی التراب، فاعلم أنک وضعتها موضعها، ورددت الفرع إلی أصله، فانک من التراب خلقت، و إلیه رددت. فعند هذا جدد علی قلبک عظمة اللّه، و قل: (سبحان ربی الأعلی و بحمده)، و اکده بالتکرار، إذ المرة الواحدة ضعیفة الآثار، فان رق قلبک، و طهر لبک، فلیصدق رجاؤک فی رحمة ربک، فان رحمته تتسارع إلی موضع الذل و الضعف، لا إلی محل التکبر و البطر. فارفع رأسک مکبرا


(1) صححنا الحدیث علی الباب 15 من (مصباح الشریعة). و علی (بحار الأنوار): 18- 356، باب الرکوع و آدابه من کتاب الصلاة. و علی (المستدرک):
1- 325، باب نوادر ما یتعلق بالرکوع من کتاب الصلاة أیضا.
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 354
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست