جامع السعادات - النراقي، المولى محمد مهدي

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي الجزء : 3 صفحة : 351

المسمی، فمعناه: أن کل الأشیاء و الأمور بالله، فیترتب علیه انحصار (الحمد للّه)، إذ المراد بالحمد الشکر، و الشکر إنما یکون علی النعم، فإذا کانت النعم باسرها من اللّه فیکون منحصرا به، فمن یری نعمة من غیر اللّه، او یقصد غیره سبحانه بشکر لا من حیث إنه مسخر من اللّه، ففی تسمیته و تحمیده نقصان بقدر التفاته إلی غیر اللّه سبحانه. و إذا قلت: (الرحمن الرحیم)، فاحضر فی قلبک أنواع لطفه، و ضروب إحسانه، لتتضح لک رحمته، فینبعث بها رجاؤک. و إذا قلت: (مالک یوم الدین) فاستشعر من قلبک التعظیم و الخوف، أما العظمة فلأنه لا ملک إلا هو، و أما الخوف فلهول یوم الجزاء و الحساب الذی هو مالکه. ثم جدد الإخلاص بقولک: (إیاک نعبد). و جدد العجز و الافتقار و التبری من الحول و القوة بقولک: (و إیاک نستعین)، و تحقق أنه ما تیسرت طاعتک إلا باعانته، و ان له المنة، إذ وفقک لطاعته، و استخدمک لعبادته، و جعلک أهلا لمناجاته، و لو حرمک التوفیق لکنت من المطرودین مع الشیطان الرجیم، و استحضر ان الإعانة لا تکون إلا منه، و لا یقدر غیره أن یعین أحدا، فاخرج عن قلبک الوسائل و الأسباب إلا من حیث إنها مسخرة منه تعالی. و إذا قلت: (اهدنا الصراط المستقیم)، فاعلم انه طلب لأهم حاجاتک، و هی الهدایة إلی النهج الحق الذی یسوقک إلی جوار اللّه، و یفضی بک إلی مرضاته، و یوصلک إلی مجاورة من انعم اللّه علیهم نعمة الهدایة من الأنبیاء و الصدیقین و الشهداء و الصالحین، دون الذین غضب اللّه علیهم من الکفار و الزائفین من الیهود و النصاری و الصابئین. و إذا تلوت (الفاتحة) کذلک، فیشبه ان تکون ممن قال اللّه فیهم بما أخبر عنه النبی (ص): «قسمت الصلاة بینی و بین عبدی نصفین، نصفها لی، و نصفها لعبدی. یقول العبد: الحمد للّه رب

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي الجزء : 3 صفحة : 351

صيغة PDF

شهادة

الفهرست