جامع السعادات - النراقي، المولى محمد مهدي

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي الجزء : 3 صفحة : 323

المستحبة: من القنوت، و دعاء الافتتاح، و غیر تکبیرة الإحرام من التکبیرات، و التعوذ، و الزائد عن قدر الواجب فی التشهد و التسلیم من الاذکار، و غیر ذلک مما لا تبطل الصلاة بترکها عمدا أو سهوا، و لکن تخرج بها عن الحسن و الکمال و زیادة الأجر و الثواب، فهی بمنزلة الحاجبین و استقواسهما و اللحیة و الأهداب و تناسب الخلقة، و غیر ذلک مما یفوت بفوات بعضها الحسن و الجمال و بفوات بعض کمالها، و یصیر الشخص بسببه مشوه الخلقة مذموما غیر مرغوب فیه.
و إذا عرفت ذلک: فاعلم- یا حبیبی- أن صلاتک قربة و تحفة تتقرب بها إلی حضرة ملک الملوک، کوصیفة یهدیها طالب القرب و الجاه من السلاطین إلیهم. و هذه التحفة تعرض علی اللّه ثم ترد إلیک فی یوم العرض الأکبر، فإلیک الخیرة فی تحسین صورتها أو تقبیحها، فمن أداها علی النحو المأمور به، باعمالها الواجبة و المندوبة، و شرائطها الظاهرة و الباطنة، مع الإخلاص و حضور القلب، کان کمن أهدی عبدا صحیحا سویا شابا جمیلا عاقلا کاملا إلی ملک من الملوک. و من اقتصر علی اعمالها الظاهرة، و غفل من الحضور و التوجه و القربة و الإخلاص، کان کمن أهدی عبدا میتا بلا روح إلی ملک من الملوک. و من ترک عمدا شیئا من واجباته، کان کمن أهدی عبدا مقتولا إلیه. و من اقتصر علی أقل ما یجزی کان کمن أهدی إلیه عبد حی أعمی، أو أصم، او أبکم، أو مقطوع الأطراف، أو هرما، أو قبیح المنظر، او مجروح الأعضاء، أو أمثال ذلک. فتنبه أیها الغافل، و تأمل فی انک إذا اهدیت تحفة إلی ملک من ملوک الدنیا، بل إلی من دونه بمراتب کثیرة، من الأمراء و الحکام، کیف تجتهد و تسعی فی تجویدها و تحسینها لیقبلها، فما بالک أیها المغرور تغفل و تتساهل من تحسین هدیتک و تحفتک إلی ملک الملوک الذی منه

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي الجزء : 3 صفحة : 323

صيغة PDF

شهادة

الفهرست