responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 299

تذنیب (اختلاف مراتب الصبر فی الثواب)

لما کان الصبر علی العافیة بمعنی ترک الشهوات المحرمة و عدم الانهماک فیها، فهو راجع إلی الصبر عن المعصیة. و علی هذا، فاقسام الصبر ثلاثة: الصبر علی المصائب و النوائب، و الصبر علی الطاعة، و الصبر عن المعصیة. ثم ما تقدم من الخبر النبوی صریح فی کون الأول أقل ثوابا، و الآخر أکثر ثوابا، و الوسط وسطا بینهما. و ربما ظهر من بعض الاخبار: کون الأول أکثر ثوابا. و أبو حامد الغزالی رجح الأول أولا، و به صرح بعض المتأخرین من أصحابنا للخبر النبوی، ثم رجح الثانی ثانیا محتجا بما روی عن ابن عباس أنه قال: «الصبر فی القرآن علی ثلاثة اوجه، صبر علی أداء فرائض اللّه- تعالی- فله ثلاثمائة درجة، و صبر عن محارم اللّه- تعالی- و له ستمائة درجة، و صبر علی المصیبة عند الصدمة الأولی، فله تسعمائة درجة». و بأن کل مؤمن یقدر علی الصبر عن المحارم، و أما الصبر علی بلاء اللّه فلا یقدر علیه الا ببضاعة الصدیقین، لکونه شدیدا علی النفس.
و عندی: ان القول بکون أحدهما أکثر ثوابا علی الإطلاق غیر صحیح، إذ القول بأن الصبر عن کلمة کذب او لبس ثوب من الحریر لحظة أکثر ثوابا من الصبر علی موت کثیر من أعز الاولاد بعید، و کذا القول بأن الصبر علی فقد درهم أکثر ثوابا من کف النفس عن کبائر المعاصی و فطامها عن ألذ اللذات و الشهوات مع القدرة علیها أبعد، فالصواب:
التفصیل بأن کل صبر من أی قسم کان من الثلاثة إذا کان علی النفس أشد و اشق فثوابه أکثر مما کان اسهل و أیسر، کائنا ما کان، لما ثبت و تقرّر أن أفضل الاعمال احمزها، و به یحصل الجمع و التلاؤم بین الأخبار.

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 299
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست