responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 276

یتحقق الشکر و الصبر، إذ الشکر- کما عرفت- هو عرفان النعمة من اللّه و الفرح به، و صرف النعمة إلی ما هو المقصود منها بالحکمة، و الصبر- کما یأتی- هو ثبات باعث الدین، اعنی العقل النظری، فی مقابلة باعث الهوی، أعنی القوة الشهویة. و لا ریب فی انه فی أداء الطاعة و ترک المعصیة یتحقق الثبات المذکور، إذ هو صرف النعمة إلی ما هو المقصود، اذ باعث الدین انما خلق لحکمة دفع باعث الهوی، و قد صرفه إلی مقصود الحکمة. و أنت خبیر بأنه و ان تحقق الشکر و الصبر فی هذه الطاعة و ترک هذه المعصیة، الا ان ما تصبر علیه هو هذه الطاعة و ترک هذه المعصیة، اذ الصبر انما هو علیهما، و اما الشکر فعلی باعث الدین، اعنی العقل الباعث لهذه الطاعة و ترک هذه المعصیة، فالمشکور علیه هو باعث الدین دون نفس الطاعة و ترک هذه المعصیة، فاختلف فیهما الصبر و الشکر فی المتعلق، ای ما یصبر علیه و ما یشکر علیه، و اتحدا فی فعل الصبر و الشکر، اذ فعل الصبر هو الثبات و المقاومة، و هو عین الطاعة و ترک المعصیة، و فعل الشکر هو صرف النعمة فی مقصود الحکمة، و هو أیضا عین الطاعة و ترک المعصیة. و یمکن ان یقال: ان من فعل هذه الطاعة، و ترک هذه المعصیة، عرف کونهما من اللّه و فرح به، و یعمل طاء أخری شکرا له.
و علی هذا فیتحد متعلقا الشکر و الصبر فی هذه الطاعة و ترک هذه المعصیة، اعنی المشکور علیه و ما یصبر علیه، اذ هما نفس هذه الطاعة و ترک هذه المعصیة بعینها، و یختلف فعلاهما. اذ فعل الصبر هو هذه الطاعة و ترک هذه المعصیة، و فعل الشکر تحمید او طاعة أخری.

فصل (الصحة خیر من السقم)

لا تظنن مما قرع سمعک من فضیلة البلاء و ادائه إلی سعادة الأبد انه خیر من العافیة فی الدنیا، بل مع ذلک کله العافیة فی الدنیا خیر من البلاء و المصیبة

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 276
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست