responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 262

لا یتم الا بالماء و الهواء و الشمس و القمر و الکواکب، و لا یتم ذلک إلا بالافلاک التی هی مرکوزة فیها، و لا تتم الأفلاک إلا بحرکاتها، و لا تتم حرکاتها إلا بملائکة سماویة یحرکونها، و کذلک تتسلسل الأسباب إلی أن تنتهی إلی مسبب الأسباب و غایة الکل، و لیس لنا سبیل إلی ادراک تفاصیلها و استنباط عجائب حکمها و دقائق مصالحها.

فصل (حاجة تحضیر الطعام إلی آلاف الأسباب)

ثم ما ینبت من الأرض من النبات، و ما یحصل من الحیوانات، لا یمکن أن تقضم و تؤکل کذلک، بل لا بد فی کل واحد من إصلاح و طبخ و ترکیب و تنظیف، بإلقاء البعض و إبقاء البعض، إلی غیر ذلک من الأعمال التی لا تحصی، و کل من الأطعمة یتوقف إصلاحها علی أمور خاصة کثیرة، و استقصاء ذلک فی کل طعام طویل. فلنأخذ رغیفا واحدا، و ننظر إلی بعض ما یحتاج إلیه حتی یستدیر و یصلح للأکل، اذ بیان جمیع ما یحتاج إلیه حتی یستدیر الرغیف الواحد لیس ممکنا، فنقول:
أول ما یتوقف علیه هذا الرغیف الأرض، ثم إلقاء البذر فیها، ثم الثور الذی یثیر الأرض مع آلاته، کالفدان و غیر ذلک، ثم تنقیة الأرض من الحشائش، و التعهد بسقی الماء إلی أن یعقد الحب و یبدو صلاحه، ثم الحصاد، ثم الفرک، ثم التنقیة و التصفیة، ثم الطحن، ثم العجن، ثم الخبز.
فتأمل عدد هذه الافعال، و استحضر سائر الافعال التی لم نذکرها، ثم تذکر عدد الأشخاص القائمین بها، و عدد الآلات التی یحتاج إلیها من الحدید و الخشب و الحجر و غیرها. و انظر إلی اعمال الصناع فی إصلاح آلات الحراثة و التصفیة و الطحن و الخبز من نجارة و حدادة و غیرهما، و احتیاج

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 262
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست