responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 250

و لا حظ للسمع و البصر و الشم و البطن و الفرج فیها. و إلی ما یقصد لغیره، أی تکون مطلوبة لأجل الغایة المطلوبة لذاتها و وسیلة إلیها، سواء أ کانت مقصودة لذاتها أیضا أم لا. و هی تنقسم إلی أربعة اقسام:

القسم الأول- و هو الأقرب الأخص: الفضائل النفسیة

المذکورة فی هذا الکتاب، و یجمعها العلم و العفة و الشجاعة و العدالة، و هذه مع کونها لذیذة فی نفسها، تکون وسیلة إلی النعمة التی هی غایة الغایات بلا توسط وسیلة أخری. و لذلک قلنا: هی أقرب الوسائل و اخصها. و اشرفها العلم، و أشرف افراد العلم: العلم باللّه و صفاته و ملائکته و رسله، و أحوال النشأة الآخرة، و سائر افعاله، و علم المعاملة الراجع إلی علم الأخلاق، إذ هو الذی یؤدی إلی السعادة الحقیقیة بلا توسط شی‌ء آخر، و سائر العلوم إنما هی مقصودة من حیث کونها وسائل إلی هذا العلم، و هذه الفضائل لذیذة فی الدنیا و الآخرة نافعة فیهما، ای تؤدی إلی الراحة فیهما، و جمیلة علی الإطلاق، ای تستحسن فی جمیع الأحوال. و ضدها- اعنی الجهل و الأخلاق السیئة- ضارة مؤلمة فی الدارین، قبیحة علی الإطلاق. و سائر الصفات لیست جامعة لهذه الاوصاف. فان أکل لذائذ الأطعمة و طیباتها یوجب اللذة و النفع، أی حصول الراحة فی الحال، و لکنه ضار فی المآل، و ترک الشهوات بعکس ذلک.
ثم لذة المعرفة و فضائل الأخلاق دائمة لازمة لا تزول ابدا، لا فی الدنیا و لا فی الآخرة، و عقلیة یختص بادراکها العقل دون سائر الحواس.
و اما غیرها من اللذات، فبعضها مما یشترک فیه الإنسان و بعض الحیوانات، کلذة الرئاسة و الغلبة و الاستیلاء، و هذه اللذة موجودة فی الأسد و النمر و بعض اخر من الحیوانات. و بعضها مما یشترک فیه الإنسان و سائر

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 250
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست