responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 249

للنعمة، و نقصان عن الدرجة المبلغة إلی القرب، لأن الخطاب به انما هو الی العوام الذین تقرب درجتهم من درجة الأنعام، و قد انغمسوا فی ظلمات أعظم من ان تظهر أمثال هذه الظلمات بالإضافة إلیها. فان المعاصی کلها ظلمات، الا أن بعضها فوق بعض، فیتمحق بعضها فی جنب البعض. و لذا تری أن السید یعاتب عبده إذا استعمل سکینه بغیر إذنه، و لکن لو قتل بهذا السکین أعز أولاده لم یبق لاستعمال السکین بغیر إذنه حکم و نکایة فی نفسه. و لذا جمیع هذه المکاره موصوفة عند أرباب القلوب بالحظر، و لا یتسامحون فی شی‌ء مما راعاه الأنبیاء و الأولیاء من الآداب. حتی نقل: «ان بعضهم جمع اکرارا من الحنطة لیتصدق بها، فسئل عن سببه فقال: لبست المداس مرة فابتدأت بالرجل الیسری سهوا، فأرید ان أکفره بالصدقة».

فصل (اقسام النعم و اللذات)

اشارة

اعلم ان النعمة عبارة عن کل خیر و لذة و سعادة، بل کل مطلوب و مؤثر. و هی تنقسم إلی مؤثر لذاته لا لغیره، ای تکون غایة مطلوبة لذاتها لیس فوقها غایة أخری، و هی مخصوصة بسعادة الآخرة التی لا انقضاء لها، اعنی لذة النظر إلی وجه اللّه، و سعادة لقائه، و سائر لذات الجنة، من البقاء الذی لا فناء له، و السرور الذی لا غم فیه، و العلم الذی لا جهل معه، و الغنی الذی لا فقر بعده، و غیر ذلک. فانها لا تطلب لیتوصل بها إلی غایة أخری مقصودة وراءها، بل تطلب لذاتها، و هذه هی النعمة الحقیقیة و اللذة الواقعیة، و لذلک قال رسول اللّه (ص): «لا عیش الا عیش الآخرة»، و غالب هذه النعمة و السعادة و اقواها و اشرفها هی اللذة و البهجة المرضیة العقلیة دون الجسمانیة- کما لا یخفی-، فیختص بادراکها العقل،

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 249
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست