responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 227

لکان خارجا عن التوکل رأسا، او لا تکون خارجة عن قدرتهم، بمعنی أن لها أسبابا قطعیة أو ظنیة یمکن للعبد أن یحصلها و یتوصل بها إلی جلبها أو دفعها. فالسعی فی مثلها لا ینافی التوکل، بعد أن یکون وثوقه و اعتماده باللّه دون الأسباب. فمن ظن ان معنی التوکل ترک الکسب بالبدن، و ترک التدبیر بالعقل رأسا، و السقوط علی الأرض کالخرقة الملقاة، فقد أبعد عن الحق، لان ذلک محرم فی الشرع الاقدس. فان الشارع کلف الإنسان بطلب الرزق بالأسباب التی هداه اللّه إلیها، من زراعة، او تجارة، او صناعة، او غیر ذلک مما أحله اللّه، و بابقاء النسل بالتزویج، و کلفه بأن یدفع عن نفسه الأشیاء المؤذیة بالتوسل إلی الأسباب المعینة لدفعها. و کما ان العبادات أمور امر اللّه- تعالی- عباده بالسعی فیها، لیحصل لهم بها التقرب إلیه و السعادات فی دار الآخرة، فکذلک طلب الحلال و دفع الضرر و الالم عن النفس و الأهل و العیال أمور امرهم اللّه- تعالی-، لیحصل لهم بها التوسل إلی العبادات و ما یؤدی إلی التقرب و السعادة. و لکنه- سبحانه- کلفهم أیضا بألا یثقوا إلا به، و لا یعتمدوا علی الأسباب.
کما انه- سبحانه- کلفهم بألا یتکلوا علی أعمالهم الحسنة، بل علی فضله و رحمته. فمعنی التوکل المأمور به فی الشریعة: اعتماد القلب علی اللّه فی الأمور کلها، و انقطاعه عما سواه. و لا ینافیه تحصیل الأسباب إذا لم یسکن الیها، و کان سکونه إلی اللّه- سبحانه- دونها مجوزا فی نفسه أن یؤتیه اللّه مطلوبه من حیث لا یحتسب، دون هذه الأسباب التی حصلها، و أن یقطع اللّه هذه الأسباب عن مسبباتها.
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 227
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست