responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 218

لأحد، و جمیع الأسباب الدنیویة ودائع اللّه ینتقل إلی الناس علی سبیل التبادل و التناوب. و مثلها مثل شمامة تدار فی مجلس بین أهله علی التناوب، یتمتع بها فی کل لحظة واحد منهم، ثم یعطیها غیره. فطامع البقاء للحطام الدنیویة کمن طمع فی ملکیة الشمامة و اختصاصها به، إذا وصلت إلیه نوبة الاستمتاع، و إذا استردت منه عرض له الحزن و الخجلة. و ما المال و الأهلون الا ودائع، و لا بد یوما أن ترد الودائع. فلا ینبغی للعاقل أن یغتم و یحزن لأجل رد الودیعة، کیف و الحزن بردها کفران للنعمة؟ اذ أقل مراتب الشکر ان ترد الودیعة إلی صاحبها علی طیب النفس، لا سیما اذا استرد الاخس- اعنی الخبائث الدنیویة-، و بقی الأشرف- اعنی النفس و کمالاتها العلمیة و العملیة-، فینبغی لکل عاقل الا یعلق قلبه بالأمور الفانیة، حتی لا یحزن بفقدها. قال سقراط: «إنی لم أحزن قط، إذ ما أحببت قط شیئا حتی أحزن بفوته، و من سره الا یری ما یسوؤه، فلا یتخذ شیئا یخاف له فقدا».

و منها: عدم الاعتماد

اشارة

أو ضعفه فی أموره علی اللّه، و الوثوق بالوسائط، و النظر إلیها فیها.
و سببه: اما ضعف الیقین، أو ضعف القلب، أو کلاهما. فهو من رذائل قوتی العاقلة و الغضب. و لا ریب فی أنه من المهلکات العظیمة و ینافی الایمان، بل هو من شعب الشرک. و لذا ورد فی ذمه من الآیات و الأخبار ما ورد، قال اللّه- سبحانه-:

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 218
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست