responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 213

فکیف السبیل إلی الجمع؟ و أنی یتأتی الجمع بین الرضا و الکراهة فی شی‌ء واحد؟
قلنا: المقرر عند بعض الحکماء: أن الشرور الواقعة فی العالم، من المعاصی و غیرها، راجعة إلی الاعدام دون الموجودات، فلا تکون مرادة له- تعالی-، و لا داخلة فی قضائه، و عند بعضهم أنها داخلة فی قضائه بالعرض لا بالذات، و لا ضیر فی کراهة ما لیس فی قضاء اللّه- تعالی- بالذات. و عند بعضهم: أنها شرور قلیلة باعثة لخیرات کثیرة. و علی هذا، فینبغی أن تکون مکروهة من حیث ذاتها، و بهذه الحیثیة لا تکون من قضاء اللّه و الرضا به، و فرضه من حیث کونها باعثة لخیرات کثیرة. و التحقیق: أن الاوصاف الثلاثة ثابتة المشرور الواقعة فی العالم، اعنی انها راجعة إلی الاعدام و داخلة فی قضائه- تعالی- بالعرض، و شرور قلیلة باعثة لخیرات کثیرة. و علی هذا فوجه الجمع أظهر. ثم، لابی حامد الغزالی هنا وجه جمع آخر، لا یروی الغلیل و لا یشفی العلیل.
فان قیل: بغض أهل المعاصی و مقتهم موقوف علی ثبوت الاختیار لهم و تمکنهم من ترکهم، و إثبات ذلک مشکل.
قلنا: لا اشکال فیه، إذ البدیهة قاضیة بثبوت نوع اختیار للعباد فی افعالهم، و لا سیما فیما یتعلق به التکلیف. و الخوض فی هذه المسألة مما لا ینبغی فالأولی فیها السکوت، و التأدب بآداب الشرع، و الرجوع إلی ما ورد من العترة الطاهرة. و ما یمکن أن یقال فیها قد ذکرناه فی کتابنا المسمی ب (جامع الافکار).

فصل (طریق تحصیل الرضا)

اشارة

الطریق إلی تحصیل الرضا، أن یعلم أن ما قضی اللّه- سبحانه- له هو الاصلح

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 213
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست