responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 21

بعضهم إلی أن وجودهم مضر بالإسلام و المسلمین و موتهم انفع للایمان و المؤمنین، لأنهم دجالو الدین و قواموا مذهب الشیاطین، و مثلهم کما قال ابن مریم- علیه السّلام-: «العالم السوء کصخرة وقعت فی فم الوادی، فلا هی تشرب الماء و لا هی تترک الماء یتخلص إلی الزرع».

الطائفة الرابعة (الوعاظ)

اشارة

و المغترون منهم کثیرون:
(فمنهم) من یتکلم فی وعظه فی أخلاق النفس و صفات القلب، من الخوف، و الرجاء، و التوکل، و الرضا، و الصبر، و الشکر، و نظائرها، و یظن انه إذا تکلم بهذه الصفات و دعا الخلق إلیها صار موصوفا بها، و هو منفک عنها فی الواقع، إلا عن قدر یسیر لا ینفک عنه عوام المسلمین، و یزعم ان غرضه إصلاح الخلق دون أمر آخر، و مع ذلک لو أقبل الخلق علی أحد من اقرانه و صلحوا علی یدیه، و کان أقوی منه فی الإرشاد و الإصلاح، لمات غما و حسدا، و لو اثنی أحد المترددین علیه علی بعض اقرانه، لصار ابغض خلق اللّه إلیه.
و (منهم) من اشتغل بالشطح و الطامات، و تلفیق کلمات خارجة عن قانون الشرع و العقل، و ربما کلف نفسه بالفصاحة و البلاغة، و تصنع التشبیهات و المقدمات، و شغف بطیارات النکت و تسجیع الألفاظ و تلفیقها، طلبا للاعوان و الأنصار، و شوقا إلی تکثر البکاء و الرقة و التواجد و الرغبات فی مجلسه، و التذاذا بتحریک الرءوس علی کلامه و البکاء علیه، و فرحا بکثرة الأصحاب و المستفیدین و المعتقدین به، و سرورا بالتخصیص بهذه الخاصة

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 21
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست