responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 200

فمن تیسر له منزلة بدوام الذکر و الانس باللّه و بدوام الفکر و التحقیق فی معرفة اللّه، فالتجرد و الخلوة أفضل له من کل ما یتعلق بالمخالطة. فان غایة العبادات و ثمرة المجاهدات أن یموت الإنسان محبا للّه عارفا باللّه، و لا محبة إلا بالأنس الحاصل بدوام الذکر، و لا معرفة إلا بدوام الفکر. و فراغ القلب شرط لکل منهما، و لا فراغ مع المخالطة.
فان قلت: لا منافاة بین المخالطة مع الناس و الانس باللّه، و لذا کان الأنبیاء مخالطین للناس مع غایة استغراقهم فی الشهود و الانس.
قلنا: لا یتسع للجمع بین مخالطة الخلق ظاهرا و الإقبال التام علی اللّه سرا إلا قوة النبوة. فلا ینبغی أن یغتر کل ضعیف بنفسه فیطمع فی ذلک. ثم بما ذکرناه یظهر وجه الجمع بین الاخبار الواردة من الطرفین.
فان ما ورد فی فضیلة العزلة إنما هو بالنظر إلی بعض الناس، و ما ورد فی فضیلة المخالطة انما هو بالنظر إلی بعض آخر.

و منها: السخط

اشارة

السخط فیما یخالف هواه من الواردات الإلهیة و التقدیرات الربانیة.
و یرادفه الإنکار و الاعتراض، و هو من شعب الکراهة لافعال اللّه. و هو ینافی الایمان و التوحید. و ما للعبد العاجز الذلیل المهین الجاهل بمواقع القضاء و القدر، و الغافل عن موارد الحکم و المصالح، الاعتراض و الإنکار.
و السخط لافعال الخالق الحکیم العلیم الخبیر. و انی للعبد ألا یرضی بما یرضی به ربه. و لعمری! أن من یعترض علی فعل اللّه فهو أشد الجهلاء، و من لم یرض بالقضاء فلیس لحمقه دواء. و قد ورد فی الخبر القدسی: «خلقت الخیر و الشر. فطوبی لمن خلقته للخیر و أجریت الخیر علی یدیه، و ویل

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 200
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست