responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 189

و افساد مآربه، و بعض هذا أشد من بعض، کما أن درجات الفسق و المعصیة أیضا کذلک، فینبغی أن یکون الأشد من درجات البغض بإزاء الأشد من درجات المعصیة و الفسق، و الوسط بإزاء الوسط، و الأضعف بإزاء الأضعف، و ینبغی ألا یترک أولا النصیحة، و الأمر بالمعروف، و النهی عن المنکر، و تغلیظ القول فی الوعظ و الإرشاد، لا سیما إذا کان العاصی ممن بینه و بینه صحبة متأکدة. ثم العاصی إن کان ممن له صفات محمودة، کالایمان و العلم و السخاء و العبادة و الطاعة أو أمثال ذلک، ینبغی أن یکون مبغوضا لأجل معصیته و محبوبا لأجل صفته المحمودة، و هذا کما أن من وافقک فی غرض و خالفک فی آخر تکون معه علی حالة متوسطة بین التردد إلیه و التوحش عنه، فلا تبالغ فی إکرامه مبالغتک فی إکرام من یوافقک فی جمیع اغراضک، و لا تبالغ فی اهانته مبالغتک فی إهانة من خالفک فی جمیع اغراضک.

تتمیم (الوفاء فی الحب)

اعلم ان من تمام الحب للاخوان فی اللّه (الوفاء)، و هو الثبات علی الحب و لوازمه و ادامته إلی الموت و بعده مع أولاده و اصدقائه، و ضده (الجفاء)، و هو قطع الحب أو بعض لوازمه فی أیام الحیاة او بعد الموت بالنسبة إلی أولاده و أحبته، و لو لا الوفاء فی الحب لما کانت فیه فائدة، اذ الحب إنما یراد للآخرة، فان انقطع قبل الموت لضاع السعی و حبط العمل، و لذلک قال رسول اللّه فی السبعة الذین یظلمهم اللّه یوم القیامة: «و اخوان تحابا فی اللّه اجتمعا علی ذلک و تفرقا علیه». و روی: «أنه (ص) کان یکرم بعض العجائز کلما دخلت علیه، فقیل له فی ذلک، فقال: إنها کانت تأتینا أیام خدیجة، و ان کرم العهد من الدین». فمن الوفاء مراعاة جمیع الاصدقاء

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 189
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست