responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 157

نحوه، و القوا اسماعهم نحو قوله، و القوا أبصارهم إلی الأرض، فقال داوود: ربکم یقرؤکم السّلام، و یقول لکم: ألا تسألونی حاجة، ألاّ تنادونی فاسمع صوتکم و کلامکم؟ فانکم احبائی و اصفیائی و أولیائی، افرح لفرحکم و اسارع إلی محبتکم، و انظر إلیکم فی کل ساعة نظر الوالدة الشفیقة الرفیقة. و لما قال داود ذلک جرت الدموع علی خدودهم، و سبح اللّه کل واحد منهم و مجده، و ناجاه بکلمات تدل علی احتراق قلوبهم من الحب و الشوق».

فصل (معرفة اللّه أقوی سائر اللذات)

قد عرفت ان الحب هو المیل إلی الشی‌ء الملذ الملائم للمدرک و الابتهاج بادراک الملائم و نیله، و اللذة هی نفس ادراک الملائم الملذ و نیله، و هذا الإدراک إن کان متعلقا بالقوة العاقلة- ای ان کان المدرک هو القوة العاقلة- عبر عنه بالعلم و المعرفة، و قد عرفت انه أقوی و أشد و أشرف من الادراکات الحسیة، التی هی الابصار و الاستماع و الذوق و الشم و اللمس.
ثم هذا الإدراک- اعنی العلم و المعرفة- یختلف أیضا فی الشرافة و الکمال بحسب شرافة المدرک، أی المعلوم. فکلما کان المدرک اجل و أشرف کان الإدراک- ای المعرفة به- اجل و أعلی. و لا ریب فی ان الواجب- سبحانه- أشرف الموجودات و اجلها. فالمعرفة به أعلی المعارف و اشرفها.
و یثبت من ذلک: ان اجل اللذات و اعلاها هو معرفة اللّه- تعالی- و النظر الی وجهه الکریم، و لا یتصور ان یؤثر علیها لذة أخری الا من حرم هذه اللذة. و بیان ذلک بوجه أوضح: ان اللذات تابعة للادراکات، و الإنسان جامع لجملة من القوی و الغرائز، و لکل قوة و غریزة لذة، و لذتها عبارة عن نیلها مقتضی طبعها الذی خلقت له، فغریزة الغضب لما خلقت

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 157
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست