responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 137

الثانی- حبه لغیره لأجل انه یلتذ منه لذة حیوانیة.

کحب کل من الرجل و المرأة للآخر لأجل الجماع، و حب الإنسان المأکولات و الملبوسات، و السبب الجامع فی هذا القسم هو اللذة، و هو سریع الحصول و سریع الزوال و اضعف المراتب، لخساسة سببه و سرعة زواله.

الثالث- حبه للغیر لأجل نفعه و إحسانه،

فان الإنسان عبد الإحسان، و قد جبلت النفوس علی حب من أحسن إلیها و بغض من أساء إلیها، و لذا قال رسول اللّه (ص): «اللهم لا تجعل لفاجر علیّ یدا فیحبه قلبی».
فالسبب الجامع فی هذا القسم هو النفع و الإحسان، و هذان القسمان عند التحقیق یرجعان إلی القسم الأول، لان المحسن من أمد بالمال و المعونة و سائر الأسباب الموصولة إلی دوام الوجود و کمال الوجود، و سبب اللذة باعث لحصول الحظوظ التی بها یتهیأ الوجود.
و الفرق أن الأعضاء، و الصحة، و العلم، و الطعام، و الشراب، و الجماع محبوبة لان بها کمال وجوده و هی عین الکمال، و أما الطبیب الذی هو سبب الصحة، و العالم الذی هو سبب العلم، و معطی الطعام و الشراب، و المرأة التی هی آلة الوقاع: محبوبة لا لذواتها، بل من حیث انها وسائل إلی ما هو محبوب لذاته، فاذن یرجع الفرق إلی تفاوت الرتبة، و الکل یرجع إلی محبة الإنسان نفسه، فمن أحب المحسن لاحسانه فما أحب ذاته تحقیقا، بل أحب إحسانه، و لو زال إحسانه زال حبه مع بقاء ذاته، و لو نقص نقص الحب، و لو زاد زاد. و بالجملة: یتطرق إلی حبه الزیادة و النقصان بحسب زیادة الإحسان و نقصانه.

الرابع- أن یحب الشی‌ء لذاته،

لا لحظ یناله منه وراء ذاته، بل تکون ذاته عین حظه، و هذا هو الحب الحقیقی البالغ الذی یوثق به، و ذلک

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 137
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست