متنسک» و لم یتذکروا قوله صلی اللّه علیه و آله و سلم: «البلاهة أدنی إلی الإخلاص من فطانة بتراء» ، و کل ذلک لیس إلا لعدم سعیهم فی تهذیب الأخلاق و تحسینها و عدم الامتثال لقوله سبحانه: وَ أُتُوا البُیُوتَ مِن أَبوَابِهَا [1].
فصل (النفس و أسماؤها و قواها الأربع)
اشارة
ما عرفت من تجرد النفس إنما هو التجرد فی الذات دون الفعل لافتقارها
فعلا إلی الجسم و الآلة، فحدّها: أنها جوهر ملکوتی یستخدم البدن فی حاجاته،
و هو حقیقة الإنسان و ذاته و الأعضاء و القوی آلاته التی یتوقف فعله
علیها، و له أسماء مختلفة بحسب اختلاف الاعتبارات، فیسمی (روحا) لتوقف حیاة
البدن علیه و (عقلا) لإدراکه المعقولات و (قلبا) لتقلبه فی الخواطر، و قد
تستعمل هذه الألفاظ فی معان أخری تعرف بالقرائن. و له قوی أربع: قوة
عقلیة ملکیة، و قوة غضبیة سبعیة، و قوة شهویة بهیمیة، و قوة وهمیة شیطانیة.
و (الأولی) شأنها إدراک حقائق الأمور، و التمییز بین الخیرات و الشرور، و
الأمر بالأفعال الجمیلة، و النهی عن الصفات الذمیمة. و (الثانیة) موجبة
لصدور أفعال السباع من الغضب و البغضاء و التوثب علی الناس بأنواع الأذی. و
(الثالثة) لا یصدر عنها إلا أفعال البهائم من عبودیة الفرج و البطن، و
الحرص علی الجماع و الأکل.