responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 61

و بالفارسیة:
أی نقد أصل و فرع ندانم چه گوهری‌کز آسمان بلندتر و از خاک کمتری و إلی ذلک التفاوت یشیر
قول سید الرسل صلی اللّه علیه و آله و سلم: «إنی وزنت بأمتی فرجحت بهم»
، و لا ریب فی أن هذا التفاوت لأجل الاختلاف فی الأخلاق و الصفات، لاشتراک الکل فی الجسمیة و لواحقها.
و هذا العلم هو الباعث للوصول إلی أعلی مراتبهما، و به تتم الإنسانیة و یعرج من حضیض البهیمیة إلی ذری الرتب الملکیة، و أی صناعة أشرف مما یوصل أخس الموجودات إلی أشرفها، و لذلک کان السلف من الحکماء لا یطلقون العلم حقیقة إلا علیه، و یسمونه بالإکسیر الأعظم، و کان أول تعالیمهم، و یبالغون فی تدوینه و تعلیمه، و البحث عن إجماله و تفصیله، و یعتقدون أن المتعلم ما لم یهذب أخلاقه لا تنفعه سائر العلوم.
و کما أن البدن الذی لیس بالنقی کلما غذوته فقد زدته شرا، فکذلک النفس التی لیست نقیة عن ذمائم الأخلاق لا یزیده تعلم العلوم إلا فسادا.
و لذا تری أکثر المتشبهین بزی العلماء أسوأ حالا من العوام مائلین عن وظائف الإیمان و الإسلام، إما لشدة حرصهم علی جمع المال، غافلین عن حقیقة المآل، أو لغلبة حبهم الجاه و المنصب، ظنا منهم أنه ترویج للدین و المذهب، أو لوقوعهم فی الضلالة و الحیرة لکثرة الشک و الشبهة، أو لشوقهم إلی المراء و الجدال فی أندیة الرجال، إظهارا لتفوقهم علی الأقران و الأمثال أو لإطلاق ألسنتهم علی الآباء المعنویة من أکابر العلماء و أعاظم الحکماء، و لعدم تعبدهم برسوم الشرع و الملة، ظنا منهم أنه مقتضی قواعد الحکمة، و لم یعلموا أن الحکمة الحقیقة ما أعطته النوامیس الإلهیة و الشرائع الثبویة، فکأنهم لم یعلموا أن العلم بدون العمل ضلال، و لم یتفطنوا
قول نبیهم صلی اللّه علیه و آله و سلم: «قصم ظهری رجلان، عالم متهتک، و جاهل
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 61
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست