responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 318

المهلکات. علی أن سوء الظن بالناس من لوازم خبث الباطن و قذراته، کما أن حسن الظن من علائم سلامة القلب و طهارته، فکل من یسی‌ء الظن بالناس و یطلب عیوبهم و عثراتهم فهو خبیث النفس سقیم الفؤاد، و کل من یحسن الظن بهم و یستر عیوبهم فهو سلیم الصدر طیب الباطن، فالمؤمن یظهر محاسن أخیه، و المنافق یطلب مساویه، و کل إناء یترشح بما فیه.
و السر فی خباثة سوء الظن و تحریمه و صدوره عن خبث الضمیر و إغواء الشیطان: أن أسرار القلوب لا یعلمها إلا علام الغیوب، فلیس لأحد أن یعتقد فی حق غیره سوء إلا إذا انکشف له بعیان لا یقبل التأویل، إذ حینئذ لا یمکنه ألا یعتقد ما شاهده و علمه، و أما ما لم یشاهده و لم یعلمه و لم یسمعه و إنما وقع فی قلبه، فالشیطان ألقاه إلیه، فینبغی أن یکذبه، لأنه أفسق الفسقة، و قد قال اللّه:
إِن جاءَکُم فاسِقٌ نَبأٍ فَتَبیَّنُوا أن تَصُیبوا قَوماً بِجَهالَةٍ [1].
فلا یجوز تصدیق اللعین فی نبأه، و إن حف بقرائن الفساد، ما احتمل التأویل و الخلاف فلو رأیت عالما فی بیت أمیر ظالم لا تظنن أن الباعث طلب الحطام المحرمة، لاحتمال کون الباعث إغاثة مظلوم. و لو وجدت رائحة الخمر فی فم مسلم فلا تجز من بشرب الخمر و وجوب الحد، إذ یمکن أنه تمضمض بالخمر و مجه و ما شربه، أو شربه إکراها و قهرا. فلا یستباح سوء الظن إلا بما یستباح به المال، و هو صریح المشاهدة، أو قیام بینة فاضلة.
و لو أخبرک عدل واحد بسوء من مسلم، وجب علیک أن تتوقف فی
(1) الحجرات، الآیة: 6.
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 318
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست