responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 113

و یجتنب عنها، مثلا السخاء عبارة عن ملکة سهولة بذل المال علی المستحق مع کون الغایة الباعثة له علیه مجرد کونه فضیلة و کمالا، دون الأغراض الأخر، فبذل المال لتحصیل الأزید، أو لدفع الضرر، أو نیل الجاه، أو للوصول إلی شی‌ء من اللذات الحیوانیة لیس سخاء. و کذا بذله لغیر المستحق و الإسراف فی إنفاقه. فإن المبذر جاهل بعظم قدر المال. و الاحتیاج إلیه فی مواقع لولاه لأدی إلی تضییع الأهل و العیال و العجز عن کسب المعارف و فضائل الأعمال، و له دخل عظیم فی تزویج احکام الملة و نشر الفضیلة و الحکمة، و لذا ورد فی الصحیفة السلیمانیة (أن الحکمة مع الثروة یقظان، و مع الفقر نائم) [1]. و ربما کان منشأ التبذیر عدم العلم بصعوبة تحصیل الحلال منه، و هذا یکون فی الأغلب لمن یظفر بمال بغتة من میراث أو غیره مما لا یحتاج إلی کد و عمل، فإن مثله غافل عن صعوبة کسب الحلال منه، إذ المکاسب الطیبة قلیلة جدا، و ارتکابها للأحرار مشکل، و لذا تری أفاضل الأحرار ناقصی الحظوظ منه شاکین عن بختهم، و أضدادهم علی خلاف ذلک، لعدم مبالاتهم من تحصیله بأی نحو کان. و قد قال بعض الحکماء: «إن تحصیل المال بمنزلة نقل الحجر إلی قلة الجبل و إنفاقه کإطلاقه».

فصل العدالة أشرف الفضائل‌

اشارة

العدالة أشرف الفضائل و أفضلها، إذ قد عرفت أنها کل الفضائل


(1) کذا فی النسخ و لم نعثر علی مصدر لهذه الکلمة لتصحیحها.
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 113
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست