responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 112

بالحرمان عن السعادة الباقیة،
و لذا قال فخر الشجعان و سید ولد عدنان علیه صلوات اللّه الملک الرحمن لأصحابه: «أیها الناس إنکم إن لم تقتلوا تموتوا و الذی نفس ابن أبی طالب بیده لألف ضربة بالسیف علی الرأس أهون من میتة علی الفراش».
و بالجملة: کل فعل یصدر عن الشجاع فی أی وقت یکون مقتضی للعقل مناسبا لهذا الوقت واقعا فی موقعه، و له قوة التحمل علی المصائب، و ملکة الصبر علی الشدائد و النوائب، و لا یضطرب من شدائد الأمور، و یستخف بما یستعظمه الجمهور، و إذا غضب کان غضبه بمقتضی العقل، و کان انتقامه مقصورا علی ما یستحسن عقلا و شرعا، و لا یتعدی إلی ما لا ینبغی. و لیس مطلق الانتقام مذموما، فربما کان فی بعض المواضع مستحسنا عند العقل و الشرع، و قد صرح الحکماء بأن عدم الانتقام ممن یستحقه یحدث فی النفس ذبولا لا یرتفع إلا بالانتقام، و ربما أدی هذا الذبول إلی بعض الرذائل المهلکة.
و أما العدالة فقد عرفت أنها عبارة عن انقیاد القوة العملیة للعاقلة، أو امتزاج القوی و تسالمها و انقهار الجمیع تحت العاقلة، بحیث یرتفع بینها التنازع و التجاذب، و لا یغلب بعضها علی بعض، و لا یقدم علی شی‌ء غیر ما تسقط له العاقلة. و إنما یتم ذلک إذا حصلت للإنسان ملکة راسخة تصدر لأجلها جمیع الأفعال علی نهج الاعتدال بسهولة، و لا یکون له غایة فی ذلک سوی کونها فضیلة و کما لا، فمن یتکلف أعمال العدول ریاء و سمعة أو لجلب القلوب، أو تحصیل الجاه و المال لیس عادلا.
و قس علی ذلک جمیع أنواع الفضائل المندرجة تحت الأجناس المذکورة فإنه بإزاء کل منها رذیلة شبیهة بها، فینبغی لطالب السعادة أن یعرفها
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 112
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست