اسم الکتاب : التعلیقه علی الفوائد الرضویه المؤلف : الخميني، السيد روح الله الجزء : 1 صفحة : 129
أرباب الحکمة والمعرفة [1] وأهل بیت الوحی والنبوة . نعم ، هذا حق فی المرتبتین السابقتین اللتین عرفتهما فی تلک المسودات ، وبالخصوص المرتبة الأولی التی هی نفس المشیة التی هی حق مخلوق به . ومن غریب الاتفاق أنی عثرت علی کلام من ذلک العارف الکامل عند التعرض لکلامه هذا فی کتاب شرح توحید شیخنا القمی صدوق الطائفة رضی الله تعالی عنه ، وهو من أعظم مصنفات ذلک العارف ، وأرفع کتب الشیعة فی المعارف ، ولیس عندنا منه إلا الجزء الثالث الذی استسعدت لزیارته بعد ما شرعت فی تلک المسودات ، قال رضی الله عنه عند قول مولانا وسیدنا أبی الحسن الرضا علیه السلام فی تفسیر حروف المعجم : ( إن أول ما خلق الله عز وجل لیعرف به خلقه الکتابة حروف المعجم ) [2] بعد کلام طویل بهذه العبارة : فلعل المعنی - أی معنی الحدیث الشریف - أن أول ما خلق الله تعالی أولیته باعتبار أن أثر الإبداع یقال له الخلق ، أو باعتبار أن کل ما من شأنه أن یتعلق بالمادة تعلقا أی تعلق کان یستعمل فیه الخلق ، انتهی موضع الحاجة . وقد صرح فی کلام أفاده قبیل ذلک الکلام ترکناه مخافة التطویل أن الإبداع هو العقل ، وأثر الإبداع - الذی هو الحرف - عبارة عن النفس ، وهذا الکلام هو الموافق للتحقیق . وأما قوله : " إن تینک المرتبتین هما عالم الأسماء والصفات ، والفرق بینهما أن المرتبة العقلیة هی الأسماء والصفات الذاتیة والمرتبة النفسیة هی الأسماء والصفات الفعلیة " .[1]رسالتان فی الحکمة المتعالیة والفکر الروحی للشرف البلاسی : 49 ، الشواهد الربوبیة : 95 . [2]التوحید للصدوق : 232 / 1 .
اسم الکتاب : التعلیقه علی الفوائد الرضویه المؤلف : الخميني، السيد روح الله الجزء : 1 صفحة : 129