اسم الکتاب : تنقیح مبانی العروه - الجهاد و التقلید المؤلف : التبريزي، الميرزا جواد الجزء : 1 صفحة : 63
..........و
المطّلعین علی أحواله قالوا علمنا منه الاستمرار علی الوظائف الشرعیّة و
لم نر منه سوءاً، کما أنّه قیل أیضاً بأنّها ظهور إیمان الشخص و أنّه مؤمن
مع عدم ظهور الفسق منه، و لکن لا یخفی أنّه لو کان لظهور إیمان الشخص و عدم
إحراز فسقه اعتبار فهو بمعنی کونه طریقاً إلی عدالته واقعاً، لا أنّ
العدالة تجتمع مع الفسق الواقعیّ، فإنّ المضادّة بین الفسق و العدالة لا
تحتاج إلی إقامة الدلیل، و کذا الأمر فی حسن الظاهر فإنّ إخبار من یعاشره
أو أشخاص یعاشرونه بحسن ظاهره، و أنّهم لم یروا منه إلّا الخیر و المواظبة
علی الطاعات، ذلک من إحراز الطریق إلی عدالته لا أنّ نفس حسن الظاهر بنفسه
هو العدالة؛ لأنّ الفسق المستور عن الناس لا یجتمع مع العدالة الواقعیّة. و
علی ذلک یبقی الکلام فی أنّ العدالة هی استقامة الشخص فی أعماله علی طبق
الوظائف الشرعیّة و عدم انحرافه عنها فی العمل بأنّه یطیع اللّٰه و لا
یعصیه، و لو انحرف اتفاقاً فی عمل من باب: الجواد قد یکبو، و أنّ الغریق قد
ینجو بذکر اللّٰه تدارکه بالتوبة و الاستغفار، أو أنّ العدالة من صفات
النفس لا وصفٌ له بحسب أعماله و أفعاله و سلوکه الدینیّ. تنبیه و
قبل التکلّم فی الاحتمالین بل القولین ینبغی التنبیه لأمر، و هو أنّ تعوید
الإنسان نفسه بترک الحرام و الإتیان بالواجب بحیث یشمئز من تصوّر الحرام و
لحاظ وقوعه منه، و یشتاق إلی فعل الواجب و الإتیان به غیر معتبر فی تحقّق
العدالة، سواء قیل بأنّها ملکة فعل الواجبات و ترک المحرمات أو کونها
الاستقامة علی الوظائف الشرعیّة و عدم الانحراف عنها، فإنّه یوصف الشخص
بأنّه عادل بدون ذلک، فإنّه إذا خاف من
اسم الکتاب : تنقیح مبانی العروه - الجهاد و التقلید المؤلف : التبريزي، الميرزا جواد الجزء : 1 صفحة : 63