اسم الکتاب : تنقیح مبانی العروه - کتاب الاعتکاف المؤلف : التبريزي، الميرزا جواد الجزء : 1 صفحة : 236
..........فی
المسجد و النهی عن الخروج منه منصرفان عن صورة الغفلة و النسیان فالمأخوذ
فی متعلّق الأمر اللبث حال الالتفات و الذکر مع أنّ حدیث الرفع و رفع
النسیان مقتضاه أنّ الحکم المترتّب علی المنسی لو لا النسیان و هو کونه
داخلًا فی متعلّق الأمر و جزءاً منه یرتفع عند النسیان فیکون الباقی فی
متعلّقه المکث فی غیر حال الغفلة و النسیان، و فیه أنّ الاعتکاف هو اللبث
المستمر إلی ثلاثة أیّام أو أزید و إذا خرج المکلّف عن المسجد قبل ذلک لا
یکون مکثه مکثاً واحداً مستمرّاً إلی ثلاثة أیّام، و أمّا الأمر بالمکث
المنقطع فی حال النسیان فاللازم فی کونه اعتکافاً مستحبّاً و واجباً بعد
یومین من قیام دلیل علیه، کما هو الحال فی الخروج عن المسجد للضرورة و
الحاجة علی ما یأتی فإنّ الأمر بالرجوع إلی المسجد بعد قضاء الحاجة کما
یأتی دلیل علی کون المکث المنقطع معها متعلّق الأمر، و إلّا فالأصل عدم
مشروعیّة الاعتکاف بنحو آخر. لا یقال: الخطاب الدالّ علی مطلوبیّة الاعتکاف بضمیمة رفع النسیان یقتضی الأمر بذلک النحو من الاعتکاف. فإنّه
یقال: مقتضی حدیث الرفع و رفع النسیان ارتفاع الحکم المتعلّق بالاعتکاف
المستمر کما إذا خرج عن المسجد نسیاناً بعد الیومین، و أمّا إثبات الأمر
بالاعتکاف المنقطع فهو خارج عن مدلوله الذی هو الرفع لا الإثبات، و من
الظاهر أنّ رفع الحکم الثابت للمنسی و هو جزئیّته من الاعتکاف یکون برفع
الأمر بالکلّ. و ممّا ذکرنا یظهر الحال فی الخروج جهلًا قصوراً أو
تقصیراً فإنّ رفع الحکم مع الجهل مع انحصاره بصورة القصور لا یثبت الأمر
بالباقی واقعاً، و هذا بخلاف صورة الخروج عن إکراه فإنّه لا یبطل الاعتکاف
به لدلالة مثل صحیحة الحلبی [1] الآتیة [1] وسائل الشیعة 10: 549، الباب 7 من أبواب الاعتکاف، الحدیث 2.
اسم الکتاب : تنقیح مبانی العروه - کتاب الاعتکاف المؤلف : التبريزي، الميرزا جواد الجزء : 1 صفحة : 236