اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد الجزء : 1 صفحة : 63
اللّه [1]» و ذلك لأنّ الميزان: نفس الاعتقادات
الحقّة- و قد عرفت انّ التوحيد أشرف العقائد و أعلاها- أو الميزان، أرباب العقائد
الحقّة كما ورد في الخبر: «نحن الميزان» [2] و مآل المعنيين يرجع إلى شيء واحد عند التحقيق.
و هاهنا
إشكال ذكره بعض أهل المعرفة [3] و لم يجب عنه: و هو انّ كلّ ذكر و عمل
له مقابل في عالم التّضاد و ليس للتّوحيد مقابل إلّا الشّرك و لا يجتمعان في ميزان
واحد؛ إذ اليقين الدائم كما لا يجامع ضدّه، لا يتعاقبان على موضوع واحد، فليس
للكلمة ما يقابلها و يعادلها في الكفّة الأخرى.
و أجاب عنه
أستاذنا الرّباني [4]- دام فيضه الرّوحاني-: بانّ ذلك مبنيّ على أن يوضع كلّ
واحدة [5] من الحسنات في مقابلة نظيرتها [6] من
السّيّئات في الوزن و أمّا إذا وضع المجموع في مقابلة المجموع [7]، أو وضعت
حسنات الأمم في مقابلة حسنات الأنبياء و الأوصياء كما ورد في الأخبار: «نحن
الموازين
[1] .
نقل الفيض الكاشاني، استاذ الشارح، هذه العبارة عن قائل مجهول بقوله: «قيل: ...»
(علم اليقين)، الباب الثامن، في الميزان و الحساب، ج 2، ص 943، و لم أعثر رغم
تتبّعي الكثير عليها في الكتب الرّوائي اللّاتي تناولتها يدي.
[2] . لم
أعثر على رواية بهذا اللفظ في الكتب الرّوائيّ و لكن في هذا المعنى روايات كثيرة:
بحار 24/
188 و 24/ 309 و 26/ 259؛ أصول الكافي، كتاب الحجّة، باب فيه نكت و نتف من التنزيل
في الولاية)؛ تفسير القمي، ج 2، ص 274 ذيل تفسير آيات 12- 8 من سورة الشورى. و في
موضوع الميزان و دور كلمة لا إله الّا اللّه فيه، راجع: الفتوحات 1/ 315
[3] . هو
ابن العربي في الفتوحات المكيّة، ج 1، ص 315. و الشارح نقل كلامه بالمعنى.
[4] . و هو
المولى محسن الفيض الكاشاني في «علم اليقين»، ج 2، ص 956.