responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 616

و بوجود الإنسان يقوم النشأة الباقية [1] و يتحقق سلطان الآخرة؛

فهو [2]، مالك يوم الدّين، حيث يملك الكلّ و يحيط بالقلّ و الجلّ لإحاطته بالإنسان و تملّكه لهذا السلطان.

و بتمام هذه الأسماء الحسنى، يتجلى للعبد السّالك انّ اللّه هو الأول و الآخر و الظاهر و الباطن‌ [3] و أنّه معكم أينما كنتم‌ [4] فالأولية لاسم اللّه و الآخريّة، لمالك يوم الدّين، و الظاهريّة للرّحمن لعمومه، و الباطنية للرّحيم لاندراج الكلّ في الإنسان، و المعيّة لربّ العالمين لقوله تعالى حكاية عن ابراهيم‌ [5]: إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ‌.

فلمّا لم يبق في نظر العارف في هذه الحالة شي‌ء سوى اللّه، أظهر توحيده بحرف الخطاب فجعله مواجها في قبلته لا على وجه التحديد بل على ما أدّبه اللّه على لسان نبيّه: «اعبد اللّه كأنّك تراه» [6] و قال: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‌ و صيغة الجمع في العبادة و الاستعانة لأنّ العابدين في العبد كثير من أجزائه و أعضائه و قواه و حدوده و أطرافه و الكلّ يطلب العون منه في ذلك، إذ الصلاة عمّ حكمها ظاهر المصلّي و باطنه بحيث لم يشذ منه جزء و لا عضو، فلا بدّ من أن يقف بكلّه و يركع بكلّه و يسجد بكلّه و بالجملة، يعبد اللّه بكلّه فمتى لم يكن كذلك في عبادة ربّه كان كاذبا. في قراءته «اهدنا» ينبغي أن يحضر عنده الاسم الإلهي «الهادي»


[1] . الباقية: الآخرة م.

[2] . فهو:- ن.

[3] . الحديد: 3.

[4] . مستفاد من الحديد: 3- 6.

[5] . الآية في حكاية موسى الّا ان نقول اقتبس الشارح: «انّ معي» من حكاية موسى في سورة الشعراء: 62 و رَبِّي سَيَهْدِينِ‌ من حكاية ابراهيم في قوله تعالى: إِنِّي ذاهِبٌ إِلى‌ رَبِّي سَيَهْدِينِ‌ (الصافات: 99).

[6] . حلية الأولياء لأبى نعيم، ج 6، ص 115 و أيضا مرّ في ص 55 من منابع اخرى.

اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 616
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست