اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد الجزء : 1 صفحة : 560
عاهدوا اللّه [1]، فيؤمر بهم الى الجنة من دون حساب و
لا توقيف في المواقف؛ ثم ينادى ثلاث مرات أخر: ينادى كلّ جبّار عنيد، و من آذى
اللّه و رسوله، و المصوّرين للكنائس، فيرمى بهم الى النار، و يبقى آخرون ينتظرون
ما يفعل اللّه بهم.
و في الأخبار
العامية و الخاصية [2]: أنّ في القيامة خمسين موقفا كل موقف منها ألف سنة يسأل
فيه عن شيء بخصوصه: فإن وفى به جازه سريعا، و الّا يمكث ألف عام ثم يصير الى
الموقف الآخر و هكذا. و أول المواقف حين خرج الناس من قبورهم يقومون على شفائرها
عراة حفاة جياعا عطاشا، ثمّ المحشر، ثمّ موقف النّور، ثمّ الظلمة، ثمّ يساقون الى
سرادقات الحساب و هي عشرة مواقف.
و الحساب [3] جمع
متفرّقات المقادير و تعريف مبلغها و ما من إنسان الّا و له أعمال متفرقة نافعة و
ضارّة و قد لا يحصره آحاد متفرقاتها فإذا أحضرت المتفرقات و جمعت كان حسابا. و في
قدرة اللّه أن يكشف في لحظة واحدة للعالمين متفرقات أعمالهم و مبلغ آثارها فهو
أسرع الحاسبين، و سئل عن أمير المؤمنين عليه السلام:
«كيف يحاسب
اللّه الخلق في لحظة واحدة من غير تشويش و غلط؟» [4] قال: «كما
يرزقهم اللّه مع سائر الحيوانات» كذا قيل. و قال الأستاذ: «معنى سرعة الحساب أنّ
اللّه سبحانه يحاسب العبد في الدنيا في كلّ آن و لحظة و يجزيه على أعماله في كلّ
سكون و حركة فيكافئ طاعاته بالتوفيقات و معاصيه بالخذلانات، فالخير يجر
[2] . بحار،
ج 7، ص 111 و 126 و 127؛ تفسير القمي، ج 2، ذيل تفسير آية: فِي يَوْمٍ كانَ
مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (المعارج: 4)؛ الفتوحات، ج 1، ص 309: «...
فقال عليّ رضي اللّه عنه قال رسول اللّه- ص- ان في القيامة لخمسين موقفا ...»
الخبر.
[3] . بيان
الشارح قريب من عبارات استاذه «الفيض» في علم اليقين، ج 2، ص 957.
[4] . قريب
من هذه العبارات ما جاء في نهج البلاغة، حكمة: 300.
اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد الجزء : 1 صفحة : 560