اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد الجزء : 1 صفحة : 559
الواحد مثل ما
روي أنه صلّى اللّه عليه و آله رأى غلاما فقال: إن يطل عمر هذا الغلام لم يمت حتى
يقوم الساعة. فقيل: أنّه آخر من مات من الصحابة، و الساعة الصغرى و هي موت الإنسان
الواحد و منه قوله تعالى: قُلْ أَ رَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللَّهِ أَوْ
أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ[1] و قوله عليه السلام: «ما أمدّ طرفي و لا أغضّها إلّا و أظنّ الساعة
قد قامت» يعني موته.
ثمّ اعلم
انّما سمّي هذا اليوم ب «القيامة»: إمّا لقيام الناس فيه من قبورهم، أو لقيامهم
إذا جاء أمر الربّ تعالى للفصل و القضاء وَ الْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا[2] فإذا قام
الناس من قبورهم يبدّل اللّه الأرض غيرها [3]: إمّا بالصورة بأن
يبرز باطنها و يظهر ملكوتها، و إمّا بأرض أخرى تسمّى ب «السّاهرة» فيمدّها مدّ
الأديم حتى لا يرى منها عوجا و لا أمتا [4]، ثم يقبض السماء
فيطويها كطي السجلّ للكتب [5]، ثم يرميها واهية على الأرض الممدودة
فيرد الخلق الى تلك الأرض، فإذا وهت السماء نزل ملائكتها سماء سماء و يصطفون حلف
الناس سبعة صفوف، ثم يأتي اللّه أي أمره في ظلل من الغمام [6]، و الجنّة
على الجنبة اليمنى و جهنّم على اليسرى، فينادى من قبل اللّه ثلاثا: ينادى
المتجافّين جنوبهم [7]، و الّذين لا تلهيهم تجارة [8]، و الّذين
صدقوا ما